كليوباترا هى ملكة مصرية قديمة، بل و من أشهر ملكات مصر وكانت لها قصة حياة مثيرة ومدهشة فى آن، وقد انتهت حياتها نهاية مثيرة، تفيد بأن من درج على العز والكبرياء كان من الصعب عليه أن يتقبل الحال فى تبدلاته وتقلباته.
كليوباترا أيضا هى شعار اتخذه أحد البنوك المصرية الوطنية الشهيرة وهو بنك مصر، وكان الشعار أيضا نبراسا وعلامة مميزة لجميع شركات البنك الوطنى.
كليوباترا التى نعنيها هنا لا تراها الأعين عادة، بل ولا تشعر بوجودها أصلا، ومكانها المفضل تحت الأرض، وليس فوقها.
إن كليوباترا المعنية هى آلة حفر عملاقة للأنفاق تعمل حثيثا وبنشاط وهمة بالغتين، تعمل بأسلوب فريد للغاية، أسلوب يستهدف نقل البلاد والعباد فى مصر نقلة حضارية، فكيف ذلك؟
لكى تعمل آلة الحفر هذه، فإنه يتوجب أن توضع تحت الأرض من خلال ونش عملاق يدلفها إلى مكانها من خلال حفرة دائرية عملاقة، بحيث تنزل إلى الحفرة رأسيا أولا، ثم تستمر فيما يتبقى لها من وقت فى حفر أنبوب النفق وتستمر فى الحفر، الذى يتخذ شكلا حلقيا دائريا، على أن يقوم الفنيون تحت إمرة المهندسين بتبطين النفق الناشىء، بحوائط أسمنتية جاهزة تأخذ شكلا دائريا فى الإخراج النهائى وهذا الشكل المستدير هو قناة النفق التى سرعان ما يتوضع على أرضيته قضبان المترو، ولا ينسى المهندسون بالطبع، إمداد جسم النفق بكوابل نقل الطاقة الكهربية الدافعة للقوة المحركة لسير المترو.
ويتم أيضا مراعاة إنشاء فتحات للطوارىء على طول جسم النفق تحسبا لأى عطل مستقبلى- لا سمح الله- وهذا أمر وارد بالطبع وفقا للاحتمالات المختلفة.
تحت الأرض يواجه الفنيون مشكلات عديدة ، منها مشكلة المياه الجوفية، أو مشكلة رخاوة أو صلادة التربة، أكثر مما هو معتاد أو متوقع ولكل مشكلة يوضع الحل المناسب بمعرفة المختصين.
حاليا قام المسئولون باستبدال بالفكوك الفولاذية للآلة؛ أخرى من ألياف صناعية أشد قساوة (سبحان الله) ومن هنا ازدادت كفاءة الحفر عن ذى قبل.
أما عن نواتج الحفر، وهى غالبا من الأتربة أو الطمى، فلقد ورد استخدامها، بعد استخراجها من تحت الأرض، فى إنشاء الحدائق الغناء، ولقد حدث ذلك من قبل عند إنشاء خطى المترو السابقين، وتم استعمال الطمى فى إقامة كل من حديقة الفسطاط، التى كانت فيما مضى مقلبا للقمامة بالقاهرة، وحديقة الأزهر على طريق صلاح سالم.
ومادامت الملكة كليوباترا قد بدأت العمل فى مشروع مستقبلى عملاق مثل هذا المشروع؛ إذن فإنه يتوجب عليها أن تستمر فى الحفر إلى ما شاء الله، ولا تتوقف أبدأ، وذلك لأن الحركة السطحية للمواصلات بعد 50سنة من الآن ستصبح مستحيلة، ليس من حيث عدم وفرة السولار والجازولين اللازمين لتسييرها فحسب، ولكن أيضا من حيث وفرة الهواء اللازم أيضا، فتأملوا!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة