صدر الجزء الثانى من كتاب "حكمة الغرب"، تأليف "برتراند رسل" وترجمة الدكتور "فؤاد زكريا" ضمن سلسلة عالم المعرفة بالمجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب بالكويت .
الكتاب يتناول عرضًا تاريخيًا للفلسفة الحديثة والمعاصرة فى خمسة فصول، الأول "نشأة الفلسفة الحديثة" والتى يرى مؤرخو الحضارة والفلسفة أن النزعة الإنسانية فى عصر النهضة لا تستمد اسمها من عودتها إلى الاهتمام بالإنسان فقط، بل من اهتمامها الشديد بالعلوم الإنسانية التى نهضت فى ذلك الحين نهضة كبرى على أيدى مجموعة من الباحثين الجادين الذين حققوا ونشروا أهم كتابات العصر الكلاسيكى فى مختلف ميادين الإنسانيات، كالفلسفة والتاريخ والأدب والشعر.
ويتناول الكتاب فى الفصل الثانى "التجريبية الإنجليزية" والذى أطلق عليه اسم "الليبرالية" من موقفه تجاه مشكلات الميدان الاجتماعى، وسمات "الليبرالية" الرئيسية هى احترام الفردية، وبظهور "الليبرالية" فى القرن التاسع عشر فى المجتمع الصناعى كانت مصدرًا قويًا للإصلاح الاجتماعى، وفى الفصل الثالث "عصر التنوير والرومانتيكية" فيوضح المؤلف أن حركة التنوير كانت مرتبطة بانتشار المعرفة العلمية، وأن جوهر هذا العصر هو عودته إلى تقدير النشاط العقلى المستقل مدفوعًا بروح من التفانى والحماس.
أما الفصل الرابع فيتناول "مذهب المنفعة والفلسفات المعاصرة" ويوضح المؤلف قائلاً: عندما ظهر التصنيع فى الميدان الفلسفى جلب نوعًا من الاهتمام بفكرة المنفعة وإن كان يعارضهُ الرومانتيكون بشدة، ولكن هذه الفلسفة كانت تفتقر إلى الجاذبية والتشويق، وكانت الثورة أبعد الأمور عن أهدافها، وأخيرًا بالفصل الخامس "الفترة المعاصرة" والتى تميزت بعدد من التطورات الجديدة التى كان لها تأثيرها فى المناخ العقلى، منها انهيار الأساليب القديمة فى الحياة، الانفصال بين النشاط الفنى والنشاط العلمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة