الإندبندنت: إيران وراء اختطاف البريطانيين الخمسة فى العراق

لا تزال قضية البريطانيين الخمسة الذين تم اختطافهم فى العراق قبل عامين، وقُتل اثنان منهم خلال الأسابيع الماضية، تثير الجدل فى الصحافة البريطانية، وتتكشف مزيد من الحقائق يوماً بعد يوم عنها. فبعد أن ذكرت صحيفة الجارديان أمس، أن شخصيات فى الحكومة العراقية كانت تقف وراء عملية الاختطاف حتى لا يتم الكشف عن الفساد فى وزارة المالية، تنشر صحيفة الإندبندنت رواية جديدة تقول إن اختطاف خبير الكمبيوتر بيتر مور وحراسه الأربعة فى العراق كان عملاً انتقامياً من إيران حسبما كشف أحد المصادر.

حيث تقول الصحيفة إن أحد المصادر التى تحظى بمكانة جيدة فى بغداد، أشارت إلى أن اختطاف مور وحراسه تم تنفيذه بهدف الانتقام من الهجمات القاتلة التى تم تنفيذها فى جنوب غرب إيران، والتى ألقى فيها المسئوليين الإيرانيين باللائمة على بريطانيا.

ويضيف المصدر الذى لم يتم الكشف عن اسمه بطبيعة الحال، إن الرجال الخمسة تم اختطافهم من قبل جماعة مدعومة من إيران، ويعتقد أن أربعة من الرجال الخمسة قد قتلوا، ويظل مصير مور غير معروف. ويوضح أن الإيرانيين نفذوا العملية من خلال الوسيط العراقى يتمثل فى جماعة تدعى أصحاب الحق. وكان الهدف الأساسى اعتقال سجناء حتى يمكن تأمين إطلاق سراح قيس الغزالى زعيم جماعة أصحاب الحق ومسلحين آخرين مسجنونين انفصلوا عن جيش المهدى التى يقوده الزعيم الشيعى المعادى لأمريكا مقتدى الصدر.

ولكن الإيرانيين كان لهم هدف ثان، كما يقول المصدر وهو عضو سابق فى حركة مقتدى الصدر، والذى يعرف جيداً عن حركة أصحاب الحق وأنصارها بحكم مركزه. وقال إن إيران كانت مقتنعة بأن بريطانيا دعمت الجماعات الإنفصالية العربية فى منطقة خوزستان الغنية بالنفط والتى شهدت عددا من الهجمات التفجيرية التى استهدفت مدنيين وقتلت 28 شخصا وجرحت 225 آخرين قبل عامين من اختطاف البريطانيين الخمسة.

يذكر أن التفجيرات التى وقعت فى خوزستان وهى منطقة يوجد بها أقلية عربية تصل مليونى شخص، لم تحظى باهتمام كبير خارج إيران، لكنها أثارت غضب فى الداخل بين الإيرانيين الذين اتهموا الولايات المتحدة وبريطانيا بدعم جماعات صغيرة من المسلحين المعادين للحكومة.