يصرون على أن ما جرى ليس سوى حادث فردى لن يمنعهم من مواصلة الحرب على غطاء الرأس

مفاجأة جديدة.. أعداء الحجاب فى مصر يعتبرون وجود المحجبات فى أوروبا استفزازا للثقافة الغربية!

الخميس، 09 يوليو 2009 03:59 م
مفاجأة جديدة.. أعداء الحجاب فى مصر يعتبرون وجود المحجبات فى أوروبا استفزازا للثقافة الغربية! اقبال بركة
كتبت ناهد نصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كانت مروة سقطت ضحية هذا الفهم الأحمق للمتطرفين فى الغرب لمفهوم الحجاب، فماذا يقول هؤلاء المثقفون والمفكرون الذين هاجموا الحجاب هنا فى مصر ليلاً ونهاراً، وشاركوا فى تشويه صورة المرأة المحجبة إلى الحد الذى نقل عنهم الغرب كلمة بكلمة وسطراً بسطر، ليشكل رأياً عاماً جارفاً يعادى المحجبات، ويعاملهن بعنصرية وغلظة، باعتبارهن رمزا للجهل والتطرف والإرهاب من وجهة النظر الغربية؟

ماذا يقول هؤلاء الذين هاجموا الفنانات المحجبات وعارضوا الحجاب، ونزعوا عنه سياقه الدينى والإيمانى، واعتبروه ليس سوى مظهر اجتماعى يجرى تحت القهر، وصوروه باعتباره عدوانا على حرية المرأة. الأقلام التى تزاحمت حول هذه الفكرة متعددة، لكن الأكثر خوضا لهذه المعارك، كانت الكاتبة الصحفية إقبال بركة، التى تبنت لسنوات حملة رفض الحجاب، والتشكيك فى كونه فريضة، والتى صرحت فى أكثر من مناسبة أن ما بينها وبين الحجاب «حرب»، لن تتردد فى خوضها فى أى وقت، ترفض أن توصف بالتطرف، وتقول إن المتطرفين الحقيقيين هم هؤلاء الذين يجبرون النساء على ارتداء الحجاب، سواء عن طريق الترهيب والضعط أو عن طريق الإحراج.

وتوافق بركة على أن هناك فتيات وسيدات، ترتدين الحجاب بدافع الاقتناع، لكنها تصر على أن الحجاب ليس فريضة، لأن فرائض الإسلام خمس فقط، أما من يرغبون فى إضافة فريضة جديدة، فإنهم بذلك يتهمون تلقائياً كل من لا ترتدى الحجاب بأنها «كافرة»، وتلك هى نقطة الخطر كما تراها إقبال بركة. لكن أليس التشدد على الناحية الأخرى يعنى معالجة الخطأ بخطأ آخر، تقول بركة إن المستهدفين الحقيقيين من حربها «الفكرية» على الحجاب، هم الجماعات السياسية التى تهدف إلى الوصول إلى السلطة، عن طريق الدين، والذين يحولون الحجاب من رمز دينى، إلى رمز سياسى، وتضيف بركة أن مثل هذه المعركة صالحة لأن تخاض فى كل وقت، وبلا محاذير لأنها تستهدف بالأساس المتعلمين، فتعلى لديهم روح النقد والتفكير، وهذا لا يعد تحريضاً بأى شكل من الأشكال، ولا يمكن المقارنة بين رأيها فى الحجاب، وبين «ما يمارسه المتطرفون الإسلاميون من أشكال الاضطهاد والإقصاء على المختلفين معهم، والذين نتجت عن أفكارهم كوارث إنسانية». وحول واقعة استشهاد مروة الشربينى فى ألمانيا تقول إقبال بركة، إن الجريمة تعبر عما يمثله الحجاب فى عيون الغرب من رمز على من يقومون بتفجيرات تستهدف المدنيين فى الغرب، وعمليات إرهابية طالت الدول الأكثر انفتاحاً وديمقراطية. ورغم إدانة إقبال بركة لمقتل مروة الشربينى، وقاتلها الذى وصفته بأنه (جبان متطرف)، إلا أنها تفجر قضية إشكالية أخرى حين تصف المحجبات اللاتى يعشن فى الغرب بأنهن يلقين بأنفسهن إلى التهلكة، مشيرة إلى أن مروة قتلت لأن العنصريين ترجموا حجابها على أنه علامة على أنها تنتمى لإحدى الجماعات المتطرفة، أو أنها تشجع أفعالهم الدموية، وأن الحادث ليس الأول من نوعه فى الغرب، كما أنه لن يكون الأخير. الكاتب يوسف رخا، والذى شارك فى عدد من الحملات الإلكترونية المناهضة لارتداء الحجاب، يرى مقتل مروة الشربينى من زاوية مختلفة، فهو يعتقد أن إصرار المسلمات على ارتداء الحجاب فى أوروبا نوع من الاستفزاز الذى لا يمكن تبريره إلا فى إطار «أن المسلمين ليس لديهم ما يثبتون به أنفسهم أو يؤكدون به هويتهم للعالم إلا الحجاب، واللحية».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة