فى إطار انعقاد قمة مجموعة الثمانى فى إيطاليا، نشرت صحيفة لوموند فى عددها الصار اليوم، الخميس، حوارا أجرته مع الرئيس البرازيلى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذى يشارك فى القمة، والذى ذهب إلى أن قمة مجموعة العشرين باتت ذات أهمية أكثر من مجموعة الثمانى.
كما أعرب عن ارتياحه للاستجابة الدولية لحل الأزمة العالمية، مشيرا إلى أن حجم أو فترة الأزمة لا يمكن تحديدها بعد، إلا أنه يتمنى استعادة الدول الكبرى لاقتصادها مرة أخرى، لأن ذلك سينعكس إيجابيا على الأسواق الناشئة. وأضاف أن التدابير التى اتخذتها مجموعة العشرين فى لندن فى أبريل تسير على الطريق الصحيح، بما فيها تلك الخاصة بإضفاء مزيد من المرونة على صندوق النقد الدولى، وزيادة موارده وموارد البنك الدولى، وكذلك مساعدة الدول الفقيرة دون فرض نفس الشروط التى كانت تفرض عليها فى السابق.
مجموعة العشرين أهم من مجموعة الثمانى
عن رأيه فى ضرورة استبدال مجموعة الثمانى التى تتكون من البلدان الصناعية بمجموعة العشرين التى تضم أيضا الدول ذات الأسواق الناشئة، يقول دا سيلفا إن الدول الغنية أدركت أنه لا يمكن مناقشة القضايا الاقتصادية دون الأخذ فى الاعتبار الصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل والمكسيك. ويضيف دا سيلفا: "فضلا عن ذلك لم يعد ممكنا للدول الغنية الاستمرار فى حضور القمة لاحتساء القهوة – المصنوعة من أغلى بن فى العالم – ولالتقاط الصور التذكارية". ومن ثم كان ينبغى أن تحصل الدول الناشئة على نصيب أكبر فى المداولات، وهو ما سيكون عليه الحال فى إيطاليا.
يؤكد دا سيلفا أن مجموعة العشرين أهم من من مجموعة دول الثمانى، وأكثر تمثيلا لواقع الأزمة التى يمر بها العالم. وفى أبريل الماضى، كانت قمة لندن هى القمة التى وضعت الجميع على قدم المساواة. ففى الماضى كان صندوق النقد الدولى والبنك الدولى يقدمان دائما حلولا جاهزة، طالما أن الأزمة كانت تؤثر فقط على البلدان الفقيرة. ولكن تلك المرة فى لندن كان الوضع مختلفا لأن الأزمة قد طالت الأغنياء أيضا... وهذا ما جعل الجميع أكثر تواضعا. ودارت المناقشات فى جو أكثر هدءوا وموضوعية وتمكنت القمة من التوصل إلى اتفاق بشأن مراقبة الملاذات الضريبية وزيادة موارد المؤسسات المالية المتعددة الأطراف.
ومن ثم فإن وجود مجموعة الثمانى لم يعد مناسبا، ما لم يكن ذلك لمناقشة مواضيع أخرى غير التوازنات الدولية الرئيسية. إذ أن الاقتصاد العالمى بات يتطلب مؤتمرات متعددة الأطراف تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وإندونيسيا وجنوب أفريقيا والمكسيك والبلدان العربية. وسيتوقف أثرها على نسبة تمثيل الدول المشاركة فيها.
الدول الفقيرة، الضحية الأولى للأزمة التى تسببت فيها الدول الغنية
وعن اعتقاده فى إمكانية وضع قواعد جديدة مستديمة، يعرب الرئيس عن خوفه فى ألا ترغب الدول الغنية فى مجموعة العشرين إلا فقط من أجل التغلب على الأزمة الاقتصادية، إذ أن تلك المجموعة ينبغى أن تعمل بشكل دائم، كما أنها لا ينبغى أن تقتصر على رؤساء الدول، بل يجب أن توسع نطاقها أيضا لتشمل وزراء الاقتصاد والمصارف المركزية ووزراء الخارجية، حتى تتمكن الأمم المتحدة من تنسيق المناقشات الاقتصادية بالمشاركة مع الدول الصغيرة. لأن هذه الدول هى الضحية الأولى للأزمة التى بدأت مع الدول الغنية.
لم يعد من الممكن الاعتماد على الدولار فقط
وفيما يتعلق بمستقبل الدولار، يرى دا سيلفا أن أهمية الدولار ستستمر لعشرات من السنوات القادمة، حيث إن مسألة استبداله فى العالم ليست بسيطة. ولكن البرازيل تؤمن فى إمكانية وجود علاقات تجارية جديدة من دون الخضوع إلى الدولار. ويذكر دا سيلفا أن التجارة بين البرازيل والأرجنتين يمكن أن تتم من خلال العملات المحلية الخاصة بالبلدين. وقد تم مناقشة هذا الموضوع خلال مؤتمر القمة الأخير بين دول البريك (البرازيل وروسيا والهند والصين). فقد اكتشف العالم، أثناء سقوط بنك "ليمان براذرز" الأمريكى، أن الاعتماد على عملة واحدة ليس أمرا جيدا، وأنه من المحتم إيجاد بدائل لهذا الأمر. ومازالت المناقشة مطروحة بهذا الصدد ولن تتوقف قريبا.
لولا دا سيلفا: قمة العشرين باتت أهم من قمة مجموعة الثمانى
الخميس، 09 يوليو 2009 02:03 م