لوفيجارو: الحرس الثورى طارد المتظاهرين فى المستشفيات والمدافن

الخميس، 09 يوليو 2009 03:25 م
لوفيجارو: الحرس الثورى طارد المتظاهرين فى المستشفيات والمدافن لوفيجارو تلقى الضوء على القمع فى إيران
إعداد ديرا موريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"نحن شهود الجرائم ضد الإنسانية التى ارتكبت فى طهران"، هكذا وصف أحد الأطباء الإيرانيين ما تشهده المستشفيات الإيرانية التى تستقبل يوميا ضحايا القمع فى إيران، والذين آثروا الصمت خلال الفترة الماضية خوفا من التعرض لانتقام السلطات الإيرانية. ولكنهم أرادوا كسر حاجز الصمت بأى ثمن.. فكان أن قام طبيبان إيرانيان برواية ما شاهداه لصحيفة "لوفيجارو" خلال تواجدهما فى باريس.

يقول أحد الطبيبين، والذى يفضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، إنه منذ بداية المظاهرات المناهضة لأحمدى نجاد، أرسى رجال الميليشيا وعناصر الأمن الذين يرتدون ملابس مدنية سياسة الرعب داخل المستشفيات، فى محاولة لتطويق الخناق بلا رحمة على المصابين فيها.

ويضيف قائلا : "بدأ كل شىء يوم السبت 13 يونيو فى أول أيام الاحتجاج على نتائج الانتخابات، حيث طلبوا قائمة أسماء المصابين الذين وصلوا إلى المستشفيات الواقعة بالقرب من المظاهرات. وبالطبع كان هدفهم التعرف على المتظاهرين لإدانتهم فيما بعد بتهمة الإخلال بالنظام العام".

ووفقا لشهادات الكثيرين فى الأوساط الطبية فى طهران، فقد استقبل مستشفى أكرم رسول، الواقع بالقرب من جامعة طهران، يوم "الاثنين الأسود" (15 يونيو)، 38 إيرانيا، من بينهم 28 جريحا و10 قتلى. ويشير الطبيب الثانى إلى أنهم وجدوا أن الرصاص قد اخترق جذع الجسم بشكل مائل، مما يعنى أن هؤلاء الأشخاص قد تعرضوا لإطلاق النار من مستوى أعلى، أى من فوق المبانى.

وبحسب ما ذكره تقرير رسمى، فقد وصل عدد الإيرانيين الذين لقوا مصرعهم منذ بداية أحداث العنف إلى ما لا يقل عن 17 شخصا. غير أن أول إحصاء غير رسمى قامت به الفرق الطبية فى مختلف المستشفيات قد أظهر أن عدد القتلى الإيرانيين يزيد على 92 شخصا فى طهران وضواحيها. من بينهم سيدة حامل فى شهرها الثامن قتلت بالرصاص بالقرب من القصر الرئاسى، ثم تم نقلها إلى المستشفى. وغيرها من القصص الأخرى المؤثرة التى بدأت تنكشف أمام العالم، مثل تلك المجزرة الخاصة بستة من الشباب الإيرانى الذين تم العثور على جثثهم الأسبوع الماضى والذين ماتوا جميعهم من جراء جروح فى الرقبة، وقد تم تحطيم جماجمهم لاستعادة الرصاص الذين قتلوا به، وذلك لإزالة أى أثر للجريمة.

ويضيف أحد الطبيبين أنه من أجل التغطية على هذا النوع من الهجوم، طُلب من الأطباء أن يشهدوا على أن المصابين الذين تم نقلهم إلى المستشفيات قد توفوا أثناء إجراء عمليات جراحية لهم. كما يروى قائلا : "فى عدد من المستشفيات، ومنها أكرم رسول وإمام خمينى، قمنا بتنظيم اعتصام احتجاجا على هذا الوضع، غير أن التلفزيون الإيرانى قد صور هذا الأمر على أنه مطالبة بزيادة الأجور !!".

ويروى الطبيب الثانى أن طبيبا إيرانيا فى طوارئ مستشفى عرفان قد تعرض "للعقاب" لأنه تجرأ ووقف فى وجه الميليشيا، "فكان أن اختفى لمدة ستة وثلاثين ساعة، ثم عثر عليه فاقدا للوعى ومشوها على رصيف المستشفى.

جنازات تحت المراقبة
وأمام مقاومة جزء من الفرق الطبية، تم نقل جثث المتظاهرين بأقصى سرعة بعيدا عن المستشفيات. يقول الطبيب : "نعتقد أنهم نُقلوا إلى المستشفى العسكرى أو إلى مكان آخر غير معروف لعامة الناس، ثم وبحجة التبرع بالأعضاء، تم تجريد الجثث من أى أثر للرصاص. وعلى أسر القتلى الرضوخ لقبول هذا الأمر إذا ما أرادوا استعادة جثث أبنائهم لدفنها". ومن ناحية أخرى، تخضع عمليات الدفن فى المقبرة العامة "بهشت زهراء" إلى مراقبة النظام. ويحظر كتابة سبب الوفاة على شاهد القبر.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة