فى حياتنا، تحور أسلوب خداع النفس من حالة إلى ظاهرة، الأمر الذى يبدو جلياً ونحن نتعاطى مع المبادئ والقيم بوجهين متناقضين، الأول: ونحن نتحدث عنها فى منتدياتنا الفكرية والثقافية بشكل مفرط من المثالية والشفافية، والآخر: حين نمارسها سلوكاً فى واقع حياتنا بشكل مفجع من الإهمال والاستهتار.
ولإجلاء تلك الحقيقة أريد جواباً «بنعم» أو بـ«لا» عن هذه الأسئلة: هل نملك ثقافة مواجهة النفس بعيوبها، وردها إلى الصحيح من القول والفعل، متى تبين لنا ذلك؟.. هل نملك نفس الجدية والحسم فى مواجهة نقائص الذات كما نملكها تجاه عيوب الآخرين؟.. وهل توازنت أقوالنا مع أفعالنا، ونحن نعدد سلبيات المجتمع، بمعنى أن يكون الناقد صورة صادقة لما يدعو إليه؟
الحقيقة نحن أمام تفنيد عيوب الآخرين جهابذة، وأمام تفنيد عيوب النفس تلامذة، وعليه فلن يتغير شىء ما دام كل منا يرى أنه على الصواب المطلق، وأن ما سواه على الخطأ المطلق، لأن المجتمع سيتحول إلى فرق من النقاد ينقد بعضها بعضاً، ومن ثم نتحول إلى ظاهرة كلامية لا يترتب عليها أثر.
عبدالقادر مصطفى
إخصائى أول إحصاء بالتربية والتعليم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة