لا أدرى ما هو سر ارتماء خالد الجندى الملقب بـ "الشيخ" فى أحضان الأزهر وذهابه إلى أعلى سلطة رسمية فيه لأخذ البركة منه - على حد تعبيره - قبل إطلاق قناة "أزهرى" الفضائية، التى أعلن عن بدء تشغيلها فى شهر رمضان المقبل أعاده الله علينا وعليكم وعلى مصرنا الحبيبة والأمة الإسلامية جميعا بالخير واليمن والبركات؟!
ثم حين رفض مجمع البحوث الإسلامية أن تكون هذه القناة "المبتسرة" ممثلة للأزهر أو متحدثة بلسانه أو تتبعه ماليا أو إداريا أو حتى إشرافيا، انقلب الجندى على عقبيه وسارع بقوله إنه يرفض وصاية الأزهر على القناة وإنه لم يطلب أن يكون للأزهر إشراف عليها، لأن ذلك يضعفها بل يجعلها تولد ميتة!! وفى الوقت نفسه يؤكد أن القناة لن يتحدث أو يعمل فيها غير الأزهريين فقط!.. بل إنه أجرى بالفعل اتصالات مع د. سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف وهو من أبناء الأزهر للإشراف على القناة، أو تولى إدارتها مع أزهريين آخرين من أبرزهم د. أحمد عمر هاشم الرئيس السابق لجامعة الأزهر ود. عبلة الكحلاوى العميد السابق لفرع كلية الدراسات الإسلامية فى بورسعيد.
ما هذا التناقض وذلك التخبط: من التماس البركات إلى التنصل ورفض الوصاية ثم التأكيد على أزهرية القناة؟!
أنا شخصيا لا أستبعد مثل ذلك من داعية خرج من شباك الأزهر- بتشديد الباء - ليدخل القنوات الفضائية من أوسع أبوابها.
هذا الداعية الذى يفرضه علينا الزميل محمود سعد أسبوعيا فى البرنامج الناجح "البيت بيتك"، قال فى قناة أخرى ما لا يمكن قوله إلا من جاهل بطبيعة الدعوة الإسلامية أو من غائب عن قول الحق تبارك وتعالى لحبيبه ومصطفاه: "ليس عليك هداهم ولكن الله يهدى من يشاء" "272- البقرة"، وقال القرآن أيضا "ما على الرسول إلا البلاغ" "99 - المائدة"، والآيات فى هذا الباب لا يتسع المقال لذكرها.
أتدرون ماذا قال هذا الداعية؟!.. قال بعاميته الممجوجة فى مجال الدعوة على وجه التحديد: "الخطيب اللى ما يغيرش المجتمع المحيط بالمسجد ويظل على هذا الحال عشر سنوات أحسن له يروح يبيع بطاطا"!! أى والله قال هذا المعنى وكرر مقولة "يروح يبيع بطاطا" بضع مرات، والله يقول فى كتابه العزيز: "ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون" "14- العنكبوت"
وفى سورة "هود" يقول الحق سبحانه وتعالى "حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل" "آية 40".
هذا كلام رب العالمين.. لم نجد فيه أن الله أمر نبيه الذى ظل يدعو قومه 950 سنة وما آمن معه إلا قليل أن يترك الدعوة ويبيع البطاطا. فكيف إذن يؤتمن داعية يقول مثل هذا الكلام على البلاغ عن الله والدعوة إلى دينه؟!
ومع ذلك لا أقول للأخ خالد الجندى وأمثاله: "اتركوا الدعوة وأحسن لكم روحوا بيعوا بطاطا أو حرنكش". لأن البيع والتجارة ليسا من النقائص أو الرذائل. وإنما أقول: كفاكم جرأة على التحدث فى دين الله ودعوة الناس بغير علم.
* نائب رئيس تحرير جريدة عقيدتى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة