فوز بطعم العلقم حققه المنتخب الوطنى على نظيره الرواندى بثلاثة أهداف وبأداء أقرب إلى «الشخبطة» فى الشوط الأول والعشوائية فى الشوط الثانى.. ليتقدم خطوة إلى الأمام بوصول رصيده إلى 4 نقاط فى انتظار المزيد من المعجزات، خاصة أن الأداء لا يرتقى إلى قدر حاجته إلى نتائج غير عادية فى باقى المباريات لكى يصل إلى المباراة النهائية مع الجزائر وهو مؤهل للفوز وتجنب حسابات الأهداف.
النتيجة مرضية على ضوء ما شاهدناه من تدنى الوضع الفنى والخططى والتراجع الحاد فى الحلول الهجومية الجماعية والفردية، المنتخب بعيد عن حالته الطبيعية لكن النهاية جاءت سعيدة فى كل الأحوال.
كان الشوط الأول «شخبطة» مصرية فى وسط الملعب بلا عمق هجومى ولا عمق دفاعى بدليل أن الاندفاع تجاه مرمى رواندا جاء عشوائيا ومتسرعا يريد أن يفتح اللقاء بهدف لكنه لا يستطيع لأن حاسة التهديف وإنهاء الهجمة أو حتى بناءها غير موجود.. وبدليل أن العمق الدفاعى تعرض لخطورة مرتين وبلغت الذروة فى المرة الثانية فى نهاية الشوط بانفراد ليوزينا الذى وضع الكرة فوق العارضة لتمر برعاية إلهية.
الفرصة الأولى كانت مصرية عبر وائل جمعة تلتها بعض المحاولات الأخرى لكنها فى أوضاع تهديف غير مريحة بسبب سرعة رد فعل مدافعى رواندا.. فشل الفريق المصرى فى «تفعيل» الملعب وإظهار الشق الهجومى بحلول جماعية رغم أنه لجأ لطرفى الملعب إلا أن سيد معوض وأحمد المحمدى أرسلا العرضيات بتسرع ودون تحديد وجهتها..
تخيل الجهاز الفنى أن كثافة العدد فى وسط الملعب تضمن تحقيق غرضين أساسيين.. الأول حصار الدفاع الرواندى وخلق الفرص السهلة بكثرة التمرير والتحرك والاختراق.. والثانى ضمان منع المنافس من التحضير السريع للهجوم المرتد.. ولا هذا حدث ولا ذاك حدث وظلت الأجسام تتصادم والكرة تنتقل بسرعة بين الجانبين بدون تنظيم ولا خيال يفك العقدة الدفاعية..
أراد حسن شحاتة أن يلعب بطريقة 4/4/2 لكن بحل وسط ليكون قريبا من الطريقة المعتادة 3/5/2 بأن استخدم هانى سعيد كليبرو متقدم أقرب إلى خط الوسط فكان كثير الانطلاق إلى الأمام لدرجة أن أتيحت له فرصة تهديفية وهو الدور الذى قام به مع الزمالك فى نهايات الدورى.. واعتمد شحاتة فى حل أزمته الهجومية على القادمين من الخلف فطلب من محمد زيدان التحرك كثيرا ناحية اليمين ليدخل أبوتريكة وحسنى عبدربه وشوقى وكل لاعبى الوسط من العمق.. لكن لم تكن هناك نتيجة واضحة.. وبمرور الوقت استوعب الفريق الرواندى الطريقة المصرية فدعم عمقه الدفاعى وازداد ثقة ليزداد خطورة مع المراحل الأخيرة من الشوط.. وبعد أن كانت مشاكلنا فى السابق دفاعية أصبحت فى هذا الشوط دفاعية وهجومية معا.. وفطن لاعبو رواندا إلى الشرخ فى عمق الدفاع والنقص العددى الدائم فبدأوا يضغطون مبكراً لإرباك محمود فتح الله ووائل جمعة ومنع التحضير السريع والدقيق..
بدأ المنتخب الشوط الثانى بمثل ما أنهى به الشوط الأول وظل التسرع مسيطرا على أداء اللاعبين فضلت التمريرات طريقها أو انقطعت بينما كثف منتخب رواندا دفاعاته فى العمق وزاد طمعه فى الهجوم المرتد ولم يضف أحمد رؤوف الذى حل محل محمد شوقى فى الدقيقة 38 من الشوط الأول أى جديد فى الشق الهجومى مما دفع الجهاز الفنى لبدء تسخين أحمد عيدعبدالملك فى الدقيقة الخامسة.. إلا أنه نشط تدريجيا وشاغب بقوة مع مدافعى رواندا.
شهد الأداء الفردى لكل اللاعبين هبوطاً واضحاً ولم تكن الحلول الفردية حاضرة فى غياب الحلول الجماعية وعوض المنتخب الرواندى نواقصه الفنية والفردية بالتفوق بدنيا وملاحقة الكرة فى كل مساحات الملعب وتحسن استغلال طرفى الملعب لكن العمق الهجومى كان عاجزاً عن استغلال الكرات العرضية وكاد الهجوم الرواندى يصيبنا بالصاعقة فى الدقيقة العاشرة من محاولة هجومية خطيرة رد عليها زيدان بفرصة ذهبية وتسديدة بالرأس أخرجها الحارس بصعوبة. حرص المنتخب بعد «فورة» البداية على تحسين الأداء الجماعى والتركيز فى التحضير لكن مع استمرار المغامرة بترك قلبى الدفاع جمعة وفتح الله عرضه لمخاطر الاختراق.
وتأخر نزول أحمد عيد عبدالملك إلى الدقيقة 19 بدلاً من محمد زيدان، وخلال دقيقة كان الدفاع المصرى يفسد هجمة رواندية وكان حسنى عبد ربه يسدد صاروخا يخرجه الحارس المتألق.
ويأتى الفرج من ابن الحلال محمد أبوتريكة بكرة رأسية فى الدقيقة 20 تهز قلوب المصريين وبعد الهدف يتغير شكل المباراة وتتسع المساحات ويندفع المنتخب الرواندى إلى الأمام وتظل خطورته حاضرة بالتركيز على العمق الدفاعى ويسىء أحمد رؤوف استقبال عرضية المحمدى ويهدر فرصه كبيرة.
ويفاجئنا حسن شحاته بإخراج سيد معوض والدفع بعبد العزيز توفيق ويحصل أحمد رؤوف على ضربة جزاء اعترض عليها لاعبو رواندا بشدة وأحرز منها حسنى عبد ربه الهدف الثانى فى الدقيقة 32 ليحصل المنتخب على هدية من الحكم النيجيرى أزالت المخاوف تماماً من صدمة كبيرة، لتكتمل المباراة بكر وفر إلى أن أكرمنا الله أيضا بابن الحلال محمد أبوتريكة فى الثوانى الأخيرة ليحرز الهدف الثالث.
لمعلوماتك...
◄3 عدد المباريات المتبقية للمنتخب فى التصفيات
هز الشبكة الرواندية بثلاثية.. لكنه يبقى بعيداً عن حالته الطبيعية
المنتخب «شخبط» فى الشوط الأول و«تلعثم» فى الثانى.. لكن النهاية جاءت سعيدة
الخميس، 09 يوليو 2009 03:41 م