◄العلاقة بين الإسلام والألمان تأزمت بعد تورط متطرفين من «هامبورج» فى تفجيرات لندن
أمر غريب أن تشهد مدينة فى ألمانيا- التى أسس بها أول مسجد فى ألمانيا منذ ما يقرب من 100 عام- مقتل أول مسلمة محجبة ضحية للتطرف والعنصرية داخل قاعة محكمة دريسدن.
ألمانيا من أكبر الدول الأوربية التى تضم مسلمين، حيث يوجد بها ما يزيد على 4 ملايين مسلم، 45 % منهم يحملون الجنسية الألمانية.
المساجد والهيئات الإسلامية تنتشر فى ألمانيا ويتجاوز عدد المساجد الـ300 مسجد، والهيئات الإسلامية تبلغ 400 هيئة، هذا بالإضافة إلى المطاعم «الحلال» التى تنتشر فى أنحاء ألمانيا.
العلاقة بين الإسلام وألمانيا كانت مستقرة طوال الوقت باستثناء ما تعرض المسلمون له مع باقى الأقليات الدينية عام 1933 على يد الحكم النازى من مضايقات جعلت أغلبهم يهربون خارجها، لكن المسلمين عادوا للتواجد بها بعد سقوط حكم هتلر، وانتشارهم جاء على يد الأتراك يمثلون حاليا 2.5 مليون مسلم وظل المسلمون طوال السنوات الماضية يتمتعون بكل الحقوق التى يمنحها الدستور الألمانى للأقليات الدينية، لكن الأمور تغيرت بعد أحداث التفجيرات فى مدريد ولندن عام 2005.. حيث كشفت التحقيقات أن المتطرفين الإسلاميين مرتكبى الحادث كانوا مقيمين بمدينة هامبورج الألمانية منذ سنوات طويلة.. وهو ما زاد من أعمال الاعتداءات على المسلمين خاصة من جانب أعضاء الأحزاب اليمينية العنصرية، التى بدأت مطارداتهم وتضييق الخناق على المسلمين.. لكن الأمور تحسنت إلى حد كبير على يد النشطاء ورجال الدين الإسلامى المقيمين فى ألمانيا.
د. محمد هلال، أحد رموز الجالية المسلمة فى ألمانيا وهو رئيس مجلس إدارة المركز الثقافى العربى الإسلامى وعضو بالمجلس المحلى لمدينة بروندنبورج، أكد أن «الحكومة متعاونة وتسمح للمسلمين بممارسة الطقوس الدينية والأنشطة ذات الطابع الإسلامى دون أى مشاكل»، وأضاف: «كل عام فى رمضان نقيم موائد الرحمن، وكل أسبوع ننظم منتدى فكريا يشهد حوارا بين المسلمين والمواطنين الألمان الذين يريدون اكتشاف ماهية الإسلام، وهناك عدد كبير من هؤلاء يعتنقونه دون أى اعتراض أو مضايقات حكومية».
وأشار هلال إلى أن المسلمين «لا يجدون صعوبة فى الحصول على موافقات من السلطات فى ألمانيا لإنشاء مسجد أو جمعية أو مركز إسلامى، كل ما فى الأمر أن الإجراءات قد تأخذ وقتا حتى يتأكدوا من عدم وجود أى شبهات حول نشاطه وعلاقته بأنشطة متطرفة، آخرها مثلا أن الحكومة وافقت على إنشاء مدفن للمسلمين على مساحة 70 ألف متر مربع وقدمت لنا تسهيلات كثيرة لدفع ثمنها».
وانتقد هلال عدم تقديم السفارة المصرية أى دعم للجالية المسلمة الموجودة فى ألمانيا قائلاً: «نقوم بنشاط كبير لكن ينقصنا الدعم، والسفارة المصرية لا تساعد فى نشر الإسلام، مع أن كل ما طلبناه منها أن توفر لنا كتبا إسلامية ونسخا من المصحف الشريف مترجمة للألمانية، وجميعها أشياء موجودة ومتوافرة بكثرة فى الأزهر».
نجحنا فى الحصول على الكثير من الحقوق مثل تدريس الدين الإسلامى بالمدارس الألمانية، لكن لدينا مشكلة فى نقص عدد المدرسين.
الأمور تغيرت بعد أحداث 11 سبتمبر، فهناك خوف من المسلمين وكان هناك تعسف ضدهم لفترة، لكن الأمور اتضحت بعد المجهود الذى قامت به الجالية المسلمة من إظهار الوجه السمح للإسلام ومعتنقيه.
لا يوجد اضطهاد لكن الأزمة فى مفهوم حرية الرأى والتعبير، فهى سبب الخلاف بين الجالية المسلمة والألمان، مثلا كانت هناك مسرحية اعتبرها المسلمون «إهانة للرسول (صلى الله عليه وسلم)» فى حين يرى الألمان أنها حرية رأى وتعبير.
وعن دلالات حادث مقتل مروة الشربينى أكد هلال أن «مدينة دريسدن فيها عدد كبير من النازيين الجدد، واليهود الروس المتجنسين بالجنسية الألمانية، وهم يكرهون العرب والمسلمين ويحقدون على الجالية المسلمة، وعدد هؤلاء يقارب الـ 150 ألفا وينتشرون فى شرق ألمانيا، ونظموا العديد من المظاهرات ضد المسلمين وضد بناء المساجد، واعتبر الحادث فرديا.. والقاتل بالتأكيد عنصرى حاقد لأنه بهذا يعرض نفسه لعقوبة مضاعفة، فلا يوجد عاقل يرتكب جريمة قتل داخل قاعة محكمة».
أما أيمن مزيك، الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين فى ألمانيا، فيرى أن الخطر الذى يواجهه المسلمون هو الأحزاب اليمينية المتطرفة التى تروج لدعاوى غير صحيحة، وتحاول تشكيك المجتمع فى المسلمين وتصويرهم على أنهم خطر على المجتمع الألمانى، وتثير ضدهم الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى، مع أن المسلمين الآن مندمجون فى المجتمع الألمانى ولم يعودوا يلفتون الأنظار إليهم، حيث أصبحوا جزءا طبيعيا من المجتمع.
رشيد بركة، هو واحد من أشهر أفراد الجالية المسلمة، فهو صاحب أشهر المطاعم «الحلال» ببرلين لا يقدم خمورا أو لحوم خنزير - أكد أن المسلمين فى ألمانيا لا يتعرضون لأى اضطهاد، وأعطى مثالا لذلك بالمطعم الذى يملكه منذ ما يقرب من 20 عاما، حيث جميع العاملين من العرب والمسلمين ولا يواجهون أى صعوبات، وأضاف: «المسلمون لديهم فرص أفضل من الموجودة فى بلدانهم والإنسان هنا له احترام كبير مقارنة مع ما يحدث فى جميع الدول العربية» والقاعدة هنا «احترم.. تحترم» يعنى مادمت تحترم الآخرين فتتلقى نفس المعاملة طوال الوقت».. لكن هناك النازيين الجدد المدفوعين بكراهية وحقد دفين..
قيادات ورموز الجالية المسلمة بألمانيا لـ«اليوم السابع»:
المسلمون بألمانيا لا يتعرضون للاضطهاد.. والخطر الوحيد علينا «اليهود الروس» والمساجد منتشرة فى كل مكان
الخميس، 09 يوليو 2009 03:59 م