كشفت وثائق أمريكية تم رفع السرية عنها، عن تصريحات للرئيس العراقى الراحل صدام حسين، قال فيها إن بلده "حارب على جبهتين" فى حرب أكتوبر، كما وجه فيها انتقادات للرئيس المصرى السابق أنور السادات واصفا إياه بأنه "لم يكن رجل قضية" بسبب توقيعه اتفاقية سلام مع إسرائيل.
وقال صدام حسين فى تحقيقات كشف عنها مكتب التحقيقات الفيدرالية "إف بى آى"، إن العراق ساعد مصر وسوريا فى حرب أكتوبر 1973، وأن قواته الجوية ساعدت مصر وسوريا فيما كانت قواته البرية تقاتل فى سوريا.
وردا على سؤال عما إذا كان بمقدور العراق أن يقدم المزيد فى ذلك الوقت، أجاب صدام: "ما الذى كان بمقدورنا أن نفعله أكثر؟ أرسلنا كل جيشنا ليقاتل تحت القيادتين المصرية والسورية".
وأضاف صدام فى حديثه الذى شملته وثائق أفرجت عنها هيئة السجلات والوثائق القومية الأمريكية التابعة لجامعة جورج واشنطن أوائل الشهر الجارى: "فى الفترة السابقة للحرب أرسلت مصر إلى العراق لطلب طائرات وطيارين لاستخدامهما فى الهجوم على مواقع المضادات الأرضية الجوية الإسرائيلية، ووفر العراق المقاتلات رغم حاجته لها فى حربه ضد الأكراد فى الشمال". جاءت هذه التصريحات عن مصر فى جلسة الاستجواب الثالثة بعد اعتقال صدام.
وأضاف بحسب الوثائق، التى حصلت عليها وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك على نسخ كاملة منها: "طلب السوريون دعم العراق بمجرد بدء الحرب بالقول إن إسرائيل ستحتل سوريا بالكامل بغير مساعدة العراق".
وقال صدام إن الرئيس المصرى أنور السادات الذى كان نائبا لرئيس الجمهورية فى عهد عبد الناصر، "لم يستطع أن يعيد آمال العرب"، واصفا السادات بأنه "لم يكن رجل قضية... ولم يكن محفزا لجنوده". وقال إن السادات لم يكن قادرا على فعل شىء يتعلق "باغتصاب فلسطين". وقال الرئيس العراقى: إن الشعب المصرى أيضا "لم يكن لديه الحافز... وفى الحقيقة سخر المصريون من جنودهم فى هذا الوقت مستهزئين بالجيش بقولهم إنهم لم يحاربوا فى عام 1967".
وأضاف الرئيس العراقى السابق إنه ظل يحترم الرئيس المصرى جمال عبد الناصر حتى بعد حرب عام 1967، حيث اعتبر أن ناصر "استطاع أن يقدم العرب إلى العالم" بينما كان الآخرون ضعفاء.
وتضيف الوثيقة، التى حصلت عليها وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك، نقلا عن الرئيس العراقى الراحل إنه "رغم خسارة الحرب فإن ناصر لم يخسر احترام الناس. لكن آمال الناس كانت أكبر من قدرات ناصر والقوات العسكرية المصرية".
وفى رأى صدام "بدا أن ناصر يعتمد على السياسات الدولية أكثر من إعداد جيشه وشعبه". وقال إن وزير الدفاع المصرى آنذاك عبد الحكيم عامر رفض تدخل ناصر فى الأمور العسكرية وشئون الجيش المصرى على الرغم من أن "ناصر كان رئيس البلاد".
وتابع صدام أنه فى الفترة السابقة لعام 1967 كانت الضفة الغربية والقدس تحت السيادة الأردنية، بينما كانت غزة تحت السيادة المصرية وفشلت معاهدة السلام التى وقعها السادات فى إرجاع الأراضى إلى أصحابها الحقيقيين، لذا كان السادات "خائنا للقضية"، على حد تعبيره، وأعادت إسرائيل شبه جزيرة سيناء فقط برغبتها لأنها كانت "عبئا عسكريا".
وبحسب الوثيقة التى اطلعت عليها وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك، فقد أضاف الرئيس العراقى السابق أن "السادات خسر الكرامة نتيجة للاتفاقات التى وقعها مع إسرائيل، وإضافة لذلك ساء الاقتصاد المصرى بشكل كبير فى ظل قيادته. وعلى النقيض كان الاقتصاد المصرى مزدهرا فى عهد ناصر بفتح أسواقه على كل العرب".
لقراءة النص الأصلى للوثيقة الأمريكية اضغط هنا
كشف دخول العراق حرب 73.. وقال إن مبارك طلب منه طيارين للمشاركة فى الضربة الجوية..
وثائق أمريكية: صدام وصف السادات بـ"الخائن".. وأكد: عبد الناصر قدم العرب إلى العالم
الأربعاء، 08 يوليو 2009 02:13 م