يأتى بدء انعقاد قمة الثمانى فى مقاطعة لاكويلا اليوم، الأربعاء، فى الوقت الذى يتعرض فيه رئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو بيرلوسكونى، الذى سيترأس اليوم هذا الاجتماع الدولى لأغنى بلدان العالم، لسلسلة من الفضائح الشخصية التى تهدد مستقبله السياسى.
تقول صحيفة "لوتون" السويسرية فى مقال نشرته اليوم، إنه على الرغم من
أن بيرلسكونى هو الأكثر خبرة فى رئاسة قمة الثمانى، (حيث تعد قمة لاكويلا هى الثالثة فى إيطاليا التى سبق واستقبلت الأولى عام 1994 فى نابولى ثم الثانية فى جنوا فى عام 2001)، التى شهدت العديد من الحوادث ومنها وفاة شاب ناشط، فإن قمة لاكويلا تمثل خطورة كبيرة بالنسبة لبيرلسكونى، إذ إنها تشكل اختبارا حقيقيا له من الناحيتين السياسية والدبلوماسية.
توضح الصحيفة أن هذا الاختبار لا يرجع فقط لكون بيرلسكونى قد قرر نقل مقر انعقاد قمة الثمانى من جزيرة مادالينا إلى لاكويلا تضامنا مع السكان المتضررين من جراء الزلزال الذى ضرب هذه المقاطعة، وهو القرار الذى يجعل الأمر الآن محفوفا بالمخاطر، ولا أيضا بسبب الشائعات التى تدور حول إمكانية نقل رؤساء الدول والحكومات إذا تطلب الأمر إلى روما، حيث صرحت السلطات الإيطالية يوم الثلاثاء بعدم وجود خطة بديلة فى حال وقعت توابع للزلزال، فإما "أن تنعقد القمة فى لاكويلا أو لا تنعقد نهائيا".
وإنما يرجع هذا الاختبار قبل كل شىء إلى الفضائح التى يتعرض لها سيلفيو بيرلسكونى. فعلى الرغم من أنه لا يزال يحظى بشعبية كبيرة وسط الرأى العام الإيطالى، إلا أن الكشف عن تفاصيل حياته الشخصية وطلب زوجته الطلاق منه لأنها "لا يمكنها البقاء مع رجل يتردد على فتيات قاصرات"، مثل باتريشيا داداريو التى روت أنها قضت ليلة مع رئيس الوزراء الإيطالى فى نوفمبر الماضى فى مقر إقامته الذى تحول إلى "حرملك"، قد أضر بشدة بصورة رجل الدولة الذى يعمل كثيرا من أجل بلده.
وقد أدانت بشدة المعارضة اليسارية هذا الوضع الذى يضع "البلاد فى موقف محرج"، كما تدخلت السلطات الكاثوليكية عدة مرات للمطالبة بسلوك أكثر "تحفظا"، خاصة بعد الصور التى التقطت داخل فيلته والتى تبدو فيها فتايات نصف عاريات كما يظهر فيها رئيس الوزراء التشيكى توبولانيك فى أوضاع حساسة.
"التايمز" تهدد بنشر صور جديدة وقت انعقاد القمة
وعلى الرغم من أن القضاء الإيطالى قد قام بضبط معظم تلك الصور، باعتبار أنها انتهاك لحرمة الحياة الخاصة، إلا أن الصحف الأجنبية، خاصة البريطانية، قامت بنشرها على صفحاتها. حتى أن صحيفة "التايمز" قد أعلنت أنها ستنشر صورا جديدة ستكون قنبلة وقت انعقاد قمة الثمانى.
وتشير صحيفة "لوتون" إلى القلق الذى يثيره هذا الخبر فى محيط بيرلسكونى، نظرا لأنها تُذكر بما حدث وقت انعقاد قمة الأمم المتحدة حول الجريمة فى نابولى فى عام 1994، حين تلقى رئيس الوزراء، يوم افتتاح القمة، إخطارا يفيد بدء التحقيق فى قضية فساد، الأمر الذى اضطره بعد بضعة أسابيع للاستقالة.
وصرح يوم الاثنين رئيس الوزراء السابق ماسيمو داليما عن توقعه حدوث "هزات جديدة" فيما يتعلق بموقف بيرلسكونى. وفى الوقت ذاته نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية مقالا زاد من "تعكير الجو"، عندما قالت إن روما لم تقم بالتحضير على وجه صحيح لجدول أعمال قمة الثمانية، مما اضطر الولايات المتحدة للتدخل والسيطرة على الوضع، بل إنها وصلت إلى اقتراح إقصاء إيطاليا من المجموعة. الأمر الذى رد عليه وزير الخارجية الإيطالى فرانكو فراتينى قائلا : "إنها مهزلة حقيقية".
فى ظل الفضائح الشخصية التى تحيط به..
"لوتون": قمة الثمانى اختبار صعب لبيرلوسكونى
الأربعاء، 08 يوليو 2009 05:14 م
"لوتون" تلقى الضوء على بيرلسكونى خلال قمة الثمانى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة