أثيرت العديد من التساؤلات بين رجال الأعمال مؤخرا بسبب حضور عدد من القيادات بوزارة الداخلية بالملابس "الميرى" لاجتماع عقد فى غرفة تجارة القاهرة لحل أزمة المقطورات، بتكليف من وزير الداخلية.
وتدور تكهنات بأن ما يحدث حاليا هو بداية لعهد جديد من المصارحة والمكاشفة بين الطرفين، من خلال حضور قيادات الداخلية لاجتماعات رجال الأعمال بصورة رسمية وواضحة للجميع، وليس بالملابس الملكى التنكرية، أى بالبذلة والكرافتة كما كان يحدث فى السابق، بهدف معرفة توجهات رجال الأعمال السياسية وآرائهم فى الحكومة، وكتابة تقارير تتضمن كل ما يحدث فى هذه الاجتماعات.
مصادر فى غرفة تجارة القاهرة قالت إن ملابس الشرطة "الميرى" التى حضر بها الضباط، لأول مرة فى تاريخ الغرفة، أعطت طابعا "بوليسيا" للاجتماع، مما ساهم فى صمت وإخماد ثورة العديد من التجار والمستثمرين بقطاع المقطورات، الذين كانوا على يقين من أنه فى حالة اعتراضهم على كلام الضباط ستتم محاسبتهم "حساب الملكين" من القيادات العليا فى الحكومة.
والأمر الذى كان لافتا جدا للانتباه، هو اهتمام اللواء صلاح عبد الوهاب وكيل الإدارة العامة لمرور القاهرة للشئون القانونية والتفتيش لحضور الاجتماع، والمقدم أيمن الضبع، واللواء خيرى البطراوى، واللواء عادل محمد الخولي.
كما حضر اللقاء عدد من ضباط أمن الدولة بالملابس "الملكى"، حتى لا يلفتوا الأنظار إليهم. و أشار رجال أعمال إلى أنه ظاهريا، استهدف الاجتماع الذى عقدته لجنة النقل بشعبة تجار مواد التشييد والبناء بغرفة تجارة القاهرة، بحث أزمة تعديل المقطورات وأنصاف المقطورات واللورى النقل، بما يتوافق مع متطلبات السلامة والأمان.. و التأكيد على أنه سيتم بحث الأزمة خلال الدورة البرلمانية الجديدة بمجلس الشعب، إلا أن الحقيقة هى أن قيادات الداخلية الذين حضروا الاجتماع حاولوا جاهدين إثبات خطورة المقطورة على أمن وسلامة المواطنين فى الطرق، مقترحين ضرورة التعديل إلى تريلات، خاصة أن نحو 4 مليارات جنيه هى تكلفة هذا التحويل، وكل هذه الأموال ستذهب إلى الحكومة فى حالة تنفيذ التعديل.
فى المقابل أكدت قيادات الغرفة، من خلال دراسة فنية أعدتها الشعبة بالتعاون مع كلية الهندسة بجامعة عين شمس، أمان المقطورات وأن الحوادث المروعة التى تقع يكون سببها الأخطاء البشرية لسائقى المقطورات.
من جهته، أعرب المهندس على موسى، رئيس غرفة تجارة القاهرة، عن سعادته باهتمام قيادات الداخلية بحضور الاجتماع.. و قال موسى: "كل ما يعنينا هو تلبية الحكومة لمطالبنا"، وحسم أزمة المقطورات والحفاظ على رؤوس أموال واستثمارات رجال الأعمال فى هذا القطاع.
وقال أحمد الزيني، رئيس شعبة تجار مواد التشييد والبناء بالغرفة، فى تصريحات خاصة لليوم السابع إن الشعبة توجهت بخطاب رسمى لوزارة الداخلية مؤخرا، تطالب فيه بحضور ممثلين عن الوزارة لاجتماعات الشعبة، وبالفعل استجاب اللواء شريف جمعة مساعد وزير الداخلية للشرطة المتخصصة لمطالبنا، وأرسل اللواء صلاح عبد الوهاب والمقدم أيمن الضبع لحضور الاجتماع ومعرفة مشاكلنا، لذلك فهو تكليف واجتماع رسمى، فمن الطبيعى أن تحضر هذه القيادات بالملابس الميرى لضباط الشرطة، فمن الممكن أن تكون هذه رسالة مقصودة من وزارة الداخلية.
وأضاف الزينى أن انشغال اللواء صلاح والمقدم الضبع بإنجاز العديد من تكليفات الداخلية، ربما يكون سببا فى عدم استطاعتهما تبديل ملابسهما من "الميري" إلى "الملكى".
لمعلوماتك..
◄ 69 ألفا و120 جرار بمقطورة تقوم بنقل 415 مليون طن من البضائع فى مصر بالوقت الحالى..
◄ 28 ألفا و700 تريلة تقوم بنقل 103 ملايين و320 ألف طن من البضائع.
◄ 25 طن انخفاضا سيحدث فى قدرة النقل للمركبة الواحدة فى حالة تعديل المقطورات وأنصاف المقطورات واللورى النقل إلى تريلات..
◄ 200 ألف أسرة تقريبا تستفيد بشكل مباشر من العمل فى مجال النقل والمقطورات.
لأول مرة فى تاريخ الغرفة..وبتكليف من مساعد "حبيب العادلي"..
"الميرى" يثير التساؤلات فى غرفة تجارة القاهرة
الأربعاء، 08 يوليو 2009 09:13 م
المهندس على موسى رئيس غرفة تجارة القاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة