"الصحف العالمية".. مروة الشربينى رمز للاضطهاد

الأربعاء، 08 يوليو 2009 11:36 ص
"الصحف العالمية".. مروة الشربينى رمز للاضطهاد الصحف العالمية تؤكد أن جنازة "مروة" تحولت إلى مسيرة ضد ألمانيا والعنصرية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اهتمت الصحف العالمية بالتعليق على حادثة مقتل مروة الشربينى فى ألمانيا التى أصبحت معروفة باسم شهيدة الحجاب. فعلى الرغم من مرور أسبوع على هذه الواقعة التى أثارت حالة من الغضب الشديد فى مصر، إلا أن الصحف الأوروبية والأمريكية لم تتطرق إلى هذه الحادثة التى تكشف عن عنصرية شديدة ومتأصلة فى المجتمعات الأوروبية وتحديداً فى ألمانيا ضد العرب والمسلمين.

سردت صحيفة الجارديان البريطانية قصة مقتل الأم المصرية الشابة، وقالت: بينما كانت مروة الشربينى فى المحكمة تتحدث عن كيفية إهانة المتهم لها لارتدائها الحجاب بعد أن طلبت منه السماح لابنها بالجلوس على بحيرة الصيف الماضى، قام الرجل نفسه بطعنها بالسكين 18 مرة فى قاعة محكمة دريسدن.

وتضيف الصحيفة: ولدها البالغ من العمر ثلاثة أعوام أُجبر على مشاهدة والدته وهى ممددة على أرض قاعة المحكمة، فى حين لم يستطع زوجها علوى على أن يفعل شيئا وهو يشاهد الرجل الألمانى من أصل روسى يقتل زوجته الحامل. فعندما هرع لإنقاذها تعرض لطعنات بدوره إلى جانب رصاصة طائشة من رجل الشرطة، ويرقد الآن فى العناية المركزة بمستشفى دريسدن.

وتلفت الجارديان إلى أن هذه الحادثة لم تلق اهتماماً كبيراً، وحتى فى ألمانيا تم تسليط الضوء أكثر على مسألة أمن المحكمة أكثر من الدافع العنصرى الذى كان السبب وراء هذه الحادثة. فى حين أنه على بعد ألفى ميل، فى وطنها مصر أصبحت مروة الشربينى الدكتورة الصيدلية البالغة من العمر 32 عاماً "شهيدة الحجاب".

فقد أصبحت مروة رمزاً وطنياً للاضطهاد بالنسبة لأعداد كبيرة من المتظاهرين الذين لجأوا إلى الشوارع للاحتجاج على تنامى ظاهرة الإسلاموفوبيا فى الغرب. وقد تم تشييع جنازة مروة فى مدينتها الإسكندرية فى وجود آلاف المشيعيين إلى جانب شخصيات حكومية قيادية، وهناك خطط لإطلاق اسمها على أحد الشوارع.

وذكَرت الصحيفة أن مروة الشربينى التى كانت بطلة فى كرة اليد وزوجها علوى الذى كان يعد رسالة الدكتوراة فى الهندسة الوراثية، كانا يعيشان فى ألمانيا منذ عام 2003 وكانا يخططان للعودة إلى مصر فى نهاية العام. وفى حين أن قاتلها كان يدلى بتعليقات معادية للمسلمين بشكل واضح، فلم يكن هناك تواجد أمنى، وتظل تساؤلات تدور حول السبب وراء السماح له بجلب سكين معه داخل قاعة المحكمة.

ورصدت الصحيفة ردود الفعل فى ألمانيا، وقالت إن حكومة المستشارة أنجيلا ميركل تعرضت لانتقادات حادة بسبب رد فعلها المتباطئ على أول هجوم قاتل يحمل عداء للمسلمين. فقد أدان كل من ستيفن كريمر وأيمن مازيك سكرتير المجلس المركزى لليهود والمجلس المركزى للمسلمين الحادث، وقام بزيارة زوج مروة فى مشفاه وتحدثا عن ردود الفعل البطيئة من قبل الإعلام ورجال السياسة فى ألمانيا.

وقالا إنه على الرغم من أن هذا الحادث كان دافعه عنصرى بالتأكيد، إلا أن الجدل فى ألمانيا تركز أكثر حول قضية القصور الأمنى فى قاعة المحكمة. وقد قارن العديد من المراقبين بالمظاهرات التى قام بها المئات من المسلمين والعرب فى ألمانيا بالتظاهرات التى تلت نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).

كما تنقل الصحيفة عن متحدث باسم السفارة المصرية فى ألمانيا قوله إن الحادث الإجرامى لا يعنى أن هناك اضطهاداً عاماً للمسلمين فى البلاد. وزاد من حدة الغضب إزاء الحادث أنه جاء بعد أيام من تصريحات الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى التى انتقد فيها النقاب. ويعتقد كثير من المصريين أن مقتل الشربينى هو جزء من العداء للمسلمين فى أوروبا.

ومن داخل مصر، رصدت الصحيفة محاولات السفارة الألمانية تهدئة حالة الغضب الواسعة، وقام السفير الألمانى بتقديم واجب العزاء لأسرة الفقيدة. وتحدثت عن موقف رجال السياسة، وقالت إنهم هرعوا إلى مواكبة الشعور الشعبى، لكن بعض المعلقين انتقدوا رد الفعل على حادث القتل واعتبروا أنه محاولة إلهاء من قبل نظام الرئيس مبارك الذى يواجه الآن تحديات كبيرة تمثلها سلسلة الإضرابات والاعتصامات فى جميع أنحاء البلاد.

من ناحية أخرى، تحدثت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية عن جنازة مرة الشربينى، وقالت إنها تحولت إلى مسيرة ضخمة ضد ألمانيا وضد وزارة الخارجية المصرية وضد العنصرية. وأشارت إلى أن المشاركين فى الجنازة التى تم تشييعها بالإسكندرية، حيث تعيش أسرة مروة، حملوا اللافتات التى تدين العنصرية وتنتقد رد فعل السلطات المصرية والألمانية على الجريمة.

وأضافت: أنه على الرغم من إدانة الخارجية المصرية لهذا التصرف ومطالبتها نظيرتها الألمانية برد رسمى، إلا أن المصريين غاضبون من الطريقة التى تعاملت بها حكومتهم مع هذا الأمر.

ونقلت الصحيفة عن شقيق القتيلة قوله إن السياسة السلبية التى اعتمدتها الخارجية المصرية ستؤدى إلى وقوع حوادث مماثلة ضد المصريين والمسلمين فى الخارج، مضيفاً أن العرب والمسلمين لديهم فرصة الآن لإظهار العالم كله أن الإرهاب الحقيقى يحدث فى الغرب.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة