ضجة كبيرة أثارتها وسائل الإعلام عن مقتل الدكتورة مروة الشربينى وأصبحت فجأة شهيدة الحجاب، وأصبحت شهيدة لمقتلها فى قلب إحدى محاكم الألمان، وكانت لى وقفة خاصة بين كراهية الألمان لموضوع الحجاب، بل والعالم الأوروبى بين عدد من الدول والحكام الذى أصبح جزءا من سياسيتهم هو منع أى معلم من معالم الديانة الإسلامية من العمل أو الدارسة والحرمان من بعض الحقوق بالكامل داخل أوطانهم، لتبدأ معها سلسلة من المقارنات العقلانية أو المنطقية، احتراما لذكاء الشعوب العربية وموقفها المتهالك.
الآن دعونا نوقف ساعة الزمن ونرجع بها إلى أربعة عشر قرنا مضى، عند بزوغ فجر الإيمان، ولن أبدأ أى محاضرات دينية من أية نوع، لكن دعونا نسترجع بعض المبادئ البسيطة والأحاديث الشريفة عندما نذكر أن الدين يسر وليس دين عسرا، فلا ضرر ولا ضرار، وحديث آخر يقول (غفر عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)، ونضع أيضا صوب أعيننا ألا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة.
ونتذكر من وقائع السيرة النبوية الشريفة أنه كانت هناك مجموعة لم تقدر على تعذيب قريش لتثبت على دين الإسلام، وارتدوا ظاهرا عن الإسلام وليس باطنا، وذهبوا إلى رسول الله يبكون وقد تفهم المصطفى ما جرى لهم من ضغط جسدى ونفسى لم يتحملوه، فلا أجد أى منطق لنتمسك بشىء يلقى بنا فى التهلكة من أجل أن نقول إننا نتمسك بالدين، فقد امتاز العديد بالعقلية النادرة التى تدرس إلى الآن فى مدارسنا عن عبقرية عمر وأبو بكر والعديد والعديد من الصحابة رضوان الله عليهم، عن دهائهم للوصول إلى ما يبتغون، والآن بعد أن وضع العرب والمسلمون أنفسهم فى مؤخرة الركب العالمى، أصبحنا نتسمك بالدين ولا نستطيع فعل أى شىء يذكر، حتى بعد إهانة الدنمرك لرسولنا الكريم بالشكل السافر ولم نجد سوى ملصقات (إلا رسول الله) يضعها البعض على سياراتهم وتردد كهتافات، ونترك وكافة التحرشات والمضايقات والحرمان من التعليم داخل عدد يزيد عن أصابع اليد الواحدة داخل أوروبا، وإعاقة العديد من الأعمال التجارية والمصالح التى تعود على أوطاننا بأية منفعة، وتنتهى بمقتل امرأة حاصلة على رسالة الدكتوراة داخل قاعة محكمة ألمانية، والمدهش فى الأمر هو أن أحد الحراس قام بإطلاق النار على زوجها وهو يدافع عنها، وفى النهاية من المستفيد سوى الضجة المعتادة والمتكررة من الميديا الإعلامية.
الدين ليس فى لحية تترك أو قماشة توضع على الرأس، والحاجة تبرر الوسيلة، ولكننا أصحاب موهبة أن نتحدث فيما لا يفيد، وبالساعات بل بالأيام كذلك حتى تظهر حادثة جديدة وهكذا دواليك رحم الله السيدة، وتغمدها برحمته هى وباقى المسلمين، ولكن دعونا نفكر قليلا بعقلانية غير مفصولة عن واقعنا المرير، لنجد لنا بقايا من الكرامة بعيدا عن حكومات الشعوب.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة