قل لى: كم مرة كرهت نفسك وكرهت الشغل وسنينه بسبب "أسافين" زملائك فى العمل؟!
قل لى: كيف تدارى الفينو واللبن وكيلو العنب أو المشمش وأنت تصعد إلى شقتك خوفاً من نظرات جيران الهنا إللى قاعدين لك الواحدة؟
قل لى: كم مرة خدعك صديق ونقل أسرارك لأمة لا إله إلا الله، بعد أن أستأمنته عليها وفتحت له قلبك فى ساعة صفا؟
كم مرة "قرطسك" الفكهانى ودسّ لك "الحمضان والملسوع والبايظ" فى الكيس؟ وكم مرة نظرتْ إليك زوجتك باعتبارك خائبا وعبيطا وبيضحكوا عليك؟!
حدثنى عن أقاربك الذين يحسدونك لأن عدد خناقاتك مع زوجتك أقل من خناقاتهم؟ وعما يحدث لك على شباك تذاكر المترو عندما تفاجأ بشخص "يزقك" بعيداً ليقف هو، وعن ذلك الذى "يدوس" على حذائك من الخلف فتنخلع فردة الحذاء ويستكثر الاعتذار أو حتى الالتفات ليرى ماذا فعل بك؟!
قل لى:كم مرة اشتكت لك شقيقتك التى تسكن فيصل أو غمرة أو شبرا من مضايقات الشارع؟ وكم قصة عندها عن الخوف الذى يتملكها كلما جاءت لزيارتكم؟!
وإن كنت من أصحاب السيارات ،حدثنى عن النصب الذى تتعرض له ليل نهار عند الميكانيكية، قل لى: ماذا يفعل معك بتاع الكاوتش فى البنزينة إذا سألته ببراءة "العجلة إللى ورا مهوية يا أسطى؟" وكيف يتحول الأمر إلى فيلم هندى يتطلب "الكشف" على "الجنوت" برغاوى الصابون، وكيف تدفع عن طيب خاطر لتكتشف بعدها أنك كنت ضحية عملية نصب ع السريع!
قل لى: كم مرة انطلقت الكلاكسات خلفك (سواء من ميكروباص أو سيارة فارهة) لأنك "هديت شوية" كى تعبر سيدة تمسك طفلها باليمنى وفى يسراها شنطة المدرسة أو الحضانة؟ قل لى: كم مرة صممّ أحدهم على السير بموازاتك كى يلعنك ويسب أهلك "وإللى ركبها لك وإللى إداك الرخصة؟"
اقرأ صفحات الحوادث وقل لى: من هؤلاء الذين يقتلون الآباء والأمهات ويشربون من دمائهم؟
وقل لى يا صديقى: من يخلط اللبن بالماء والشاى بنشارة الخشب ويستبدل الضانى والبتلو بالخنازير والحمير؟ ومن يخطف الصغيرات ويعتدى عليهن؟ ولماذا أصبحنا جميعا "نخاف" ونحمد الله كلما عاد أولادنا وبناتنا من المدارس سالمين، حتى وإن كانت المدرسة على بعد خطوات من البيت؟!
ثم انظر معى يا صديقى إلى هؤلاء المخلصين أشد الاخلاص للمسيح فى بنى سويف.. أوالإسكندرية أو أسيوط أو المنيا.. وانظر معى إلى المدافعين عن الإسلام فى مواجهتهم، أو العكس!! وقل لى كم مرة تكرر هذا القتال؟!! وكم مرة اتهموك بخيانة المسيح.. أو بالتقاعس عن نصرة الإسلام لأنك لم تكن معهم؟!
انظر إلى القتال والتطاحن والدماء التى تسيل باسم الإسلام وباسم الصليب.. وانظر إلى خوفنا ورعبنا اليومى.. وقل لى من يفعل بنا كل هذا إذا كان الإيمان والتدين وصل فى مصر إلى هذا الحد؟!
وصلى على سيدنا النبى، أو مجد سيدك، وتضرع إلى الله الواحد الأحد كى يبعد عنا النصابين والخطافين وولاد الحرام فالدين المعاملة.. على حد علمى وعلمك أيضاً.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة