بمزيد من الأسى والحزن ودع الشعب السكندرى الشهيدة مروة إلى مثواها الأخير بمدافن برج العرب الجديدة بعد أن رفض والدها دفنها فى المدفن الذى تبرع به المحافظ فى مدافن الناصرية. واعتلى وجوه أفراد أسرتها جميعا الإيمان الواضح بقضاء الله ومشيئته، فلم تصرخ سيدة واحدة، وكل ما فعلة الجميع هو الدعاء للشهيدة والمطالبة بحقها من القاتل الغادر والسلطات الألمانية. وبعد دفنها ردد شقيقها طارق عبارة "زغاريد للشهيدة".
وغاب عن مراسم الدفن معظم القيادات المحلية والشعبية. وفى أثناء مراسم الدفن التقى اليوم السابع بواحدة من أقرب صديقات الشهيدة مروة وهى المهندسة ياسمين صبحى قنديل المعيدة بقسم الهندسة المعمارية فى إحدى الجامعات الأهلية، والتى تحدثت عن حياة الشهيدة وروت مواقف وأحداث جمعتهما.
أكدت ياسمين على أن مروة تميزت بقدرتها على خدمة المجتمع وأفراده، وقالت "كانت تحفزنا على العمل الخيرى، فكنا نذهب سويا لدور الأيتام وجمع التبرعات للمحتاجين من المرضى بالمستشفيات، خصوصا مرضى السرطان، وكنا نحاول مساعدة أى شخص على قدر استطاعتنا فى قضاء حاجته".
وتابعت ياسمين "صداقتى بمروة بدأت منذ أن التحقت بمدرسة النصر للبنات فى الصف الأول الإعدادى، وتوطدت العلاقة بيننا وزاد منها وجودنا معا فى فريق كرة اليد بنادى سموحة. وطوال فترة معرفتى بها كانت إنسانة مميزة فى كل شىء. ولم تنقطع علاقتى بها حتى بعد أن سافرت إلى المانيا".
وأكدت ياسمين أن الحجاب هو السبب الرئيسى فى مقتل الشهيدة، ودللت على ذلك بأنها عندما أرادت الحصول على عمل واجهت صعوبة شديدة ليس لأنها بدون كفاءة، ولكن بسبب ارتدائها الحجاب، حتى إنها عندما استطاعت الحصول على عمل كان بشرط عدم التعامل مع الجمهور.
وأضافت ياسمين "إننا نحاول دائما أن نستزيد من العلم حتى لو كان فى الغربة من أجل أن نعود إلى مصر ونفيدها، فهل يصبح ثمن هذا أن نهان فى كرامتنا. يجب أن تتخذ الحكومة موقف صارم للإهانة الموجهة لنا كعرب وكمسلمين وكمصريين خصوصا مع التقصير الواضح من السلطات الألمانية التى لم تحرك ساكنا عندما قتلت مروة وكل ما فعلته هو التحفظ على الجثمان ووضع الزوج بإحدى المستشفيات والتحفظ على الطفل دون الاهتمام بإبلاغ السفارة المصرية هناك".
وعن آخر اتصال بمروة قالت: "لم يسعدنى الحظ بسماع صوتها عندما اتصلت بها قبل 3 أيام من الحادث ولكنها لم ترد ربما لأنه كانت مرهقة بسبب الحمل".
مروة كانت مثالا للإنسانة البشوشة المتفائلة حتى ذهبت إلى دريسند فتحولت إلى إنسانة مهمومة بسبب سوء المعاملة العنصرية من قبل بعض الألمان هناك، فقد كانت علاقتها طيبة جدا بجميع جيرانها والدليل على ذلك أنها اتصلت بوالدتها لتستضيف إحدى جيرانها الألمان. وكانت مروة حددت موعد نزولها فى شهر رمضان الكريم بعد أن يكون زوجها علوى قد أتم مشواره العلمى.
بعد تشييع جنازتها
صديقة "شهيدة الحجاب" تروى تفاصيل حياتها
الإثنين، 06 يوليو 2009 09:21 م
"شهيدة الحجاب" فى حفل زفاف صديقتها
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة