بعد أسبوعين من الاضطرابات السياسية التى تشهدها إيران، يحاول الغرب تقييم أثر التحول الذى طرأ على مستقبل المفاوضات مع الجمهورية الإسلامية حول قضية المشروع النووى الإيرانى خلال المرحلة الحالية، والتى تعرب فرنسا عن تشاؤمها حيالها. ففى ضوء الوضع الداخلى فى طهران، تتقلص فرص نجاح سياسة الانفتاح على النظام الإيرانى التى تبناها باراك أوباما منذ بداية ولايته.
تذكر صحيفة "لوموند" كيف كان النظام الإيرانى، قبل الانتخابات الرئاسية فى 12 يونيو، لا يزال غير راغب فى الدخول فى محادثات مع الغرب حول أنشطته النووية، أما "الآن فيبدو أنه بات غير قادر على القيام بذلك"، كما يشير دبلوماسى فرنسى رفيع المستوى. والسبب فى ذلك يرجع إلى أن المرشد الأعلى على خامنى، سوف يخرج من هذه الأزمة السياسية التى تمر بها إيران "ضعيفا"، حيث انخفضت قدرته على اتخاذ القرارت على أسس عملية. فقد اختار خامنئى، من خلال انحيازه للرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، تطبيق سياسة الحزم فى داخل البلاد وفى علاقته بالخارج، خوفا من رؤية اليد التى يمدها أوباما لإيران و"الموجة الخضراء" تتحدان معا ليتكرر من جديد ما حدث فى زمن جورباتشوف داخل الاتحاد السوفييتى.
وبعبارة أخرى، فإن استمرار وجود النظام الإيرانى الآن على المحك من شأنه جعل أى تغيير فى موقفه حيال القضية النووية يبدو كمؤشر إضافى يعكس ضعفه، وهى المخاطرة التى لن يسمح خامنئى لنفسه بالتعرض لها.
وتشير الصحيفة إلى أن باريس تتوقع أن يكون مصير عرض المفاوضات الذى قدمته الدول الكبرى لإيران كما كان منذ بداية أزمة النووى الإيرانى، أى التسويف من جانب إيران، الأمر الذى لن يضع حداً مطلقا لهذه الأزمة.
الإدارة الأمريكية لا تزال متمسكة باقتراحها بشأن الحوار مع طهران، رغم إعلان الرئيس الأمريكى أوباما عن "استيائه وصدمته" إزاء القمع السياسى فى إيران، ويبدو أن الغرب لم يعد يعتقد فى إمكانية نجاح التفاوض، وهو الأمر الذى دفعهم للإعداد لعقوبات دولية جديدة ضد إيران كسحب سفراء الاتحاد الأوروبى من طهران.
وتضيف الصحيفة أن إيران ستكون على قائمة أجندة لقاء أوباما بنظيره الروسى فى موسكو فى الفترة من 6 إلى 8 يوليو، وأيضا قمة دول الثمانى فى إيطاليا.
وذلك لأن خلال كل هذا الضجيج السياسى الدائر فى إيران، "لا تزال أجهزة تخصيب اليورانيوم بدورها دائرة"، كما يشير الدبلوماسى الفرنسى، مضيفا أنه فى حالة انتهاء أى أمل فى التغلب على الأزمة من خلال المفاوضات، سيكون الحل بالتالى قائماً على فرض عقوبات قوية بما يكفى لجعل النظام الإيرانى يغير من مساره.
وحول موقف روسيا من الوضع الإيرانى، تشير الصحيفة إلى أن انضمام روسيا للبيان الشديد الصادر ضد إيران عن اجتماع وزراء خارجية دول الثمانى فى تريستا، فى 26 يونيو، يعتبر أمرا مشجعاً.
أما مسألة الدرع الأمريكية المضادة للصواريخ فى أوروبا، وهو المشروع الهادف للحماية من الصواريخ الإيرانية، فإن واشنطن على استعداد للاستغناء "مؤقتا" عنها انتظارا لما سوف يفعله الروس حيال إيران وما ستفعله إيران بالنسبة للقذائف الباليستية.
تراجع فرص التفاوض حول النووى بعد الانتخابات الإيرانية
الإثنين، 06 يوليو 2009 10:20 ص