أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، أن تولى الرئيس الأمريكى باراك أوباما السلطة فى أمريكا يعتبر فرصة للسلام العادل لابد من اغتنامها وعدم إضاعتها.
وقال موسى فى حديث لصحيفة الأنباء الكويتية نشرته اليوم الأحد، إن خطاب أوباما فى القاهرة يمثل التوجه نحو الحوار البناء مع العالم الإسلامى والبعد عن المواجهة، مشيرا إلى أن اختيار القاهرة كان مدروساً بعناية باعتبارها عاصمة عربية وإسلامية كبيرة، مما يجعلها المكان المناسب لمخاطبة العالم الإسلامى، ولا ننسى أنها مقر جامعة الأزهر الشريف التى سبقت إقامة جامعة كامبردج البريطانية.
وأضاف لقد اختار الرئيس الأمريكى أيضاً أن يتحدث من جامعة القاهرة باعتبار أنها أنشئت لتكون رائدة التنوير والانفتاح العصرى على العالم، أما الخطاب نفسه فكان غاية فى الاتزان كتعبير عن التوجه الجديد للإدارة الأمريكية وهو كخطاب يعتبر طرحاً لسياسة مختلفة عن الإدارة السابقة، ويعد بتغيير الخطاب بين أمريكا والعالم الإسلامى من خطاب مواجهة إلى خطاب حوار بناء، وهذا ما يمكن أن يقبله العالم الإسلامى.
وأوضح موسى أن خطاب أوباما يعبر عن نهج افتقدناه فى الإدارة السابقة، حيث أعرب عن تقديره واعترافه بما قدمه المسلمون للحضارة العالمية، ورفض لصق صفة الإرهاب بالدين الإسلامى ووعد ببذل جهود لحل القضية الفلسطينية، حيث طالب بوقف بناء المستوطنات وتحدث عن معاناة الفلسطينيين وأحقيتهم فى دولتهم المستقلة.
كما وصف الحديث عن تراجع الدور المصرى فى إدارة ملف الشرق الأوسط وتعاظم الدور السعودى بأنه "مسموم"، ولا يستهدف إلا الوقيعة والدس بين البلدين.
وأضاف موسى أن إسرائيل كانت تدعى دائماً أنها تمد يدها للسلام ولكن العرب يرفضون، فها نحن قدمنا مبادرة عربية شاملة وهى لصالح كل دول وشعوب المنطقة بما فيها إسرائيل، ولكن رفضت إسرائيل التعامل معها، إلا فيما أشارت إليه من تطبيع واعتراف، فيبدو أنهم يريدون تفعيل هذه النصوص دون أن يقدموا مقابلها شيئاً، وهو أمر غير ممكن قبوله بالطبع.
وعن دور الجامعة العربية فى تنقية الأجواء المؤثرة بين مصر وكل من قطر وسوريا، قال موسى إن تنقية الأجواء العربية اهتمام جوهرى من اهتمامات الجامعة العربية، ونحن نعمل فى هذا الاتجاه باستمرار، ولقد كان لمبادرات الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل السعودية خاصة خلال قمة الكويت فى يناير الماضى، أثر حميد على الطريق نحو تنقية الأجواء، وهناك حركة دؤوبة حاليا، وإن كنا لم نصل إلى محطات الصلح النهائية بعد.
