أى شخص تقوده الظروف لزيارة عزبة العواشرة، سيدرك للوهلة الأولى أنه لم ينتقل إلى مكان يقع بين مركزى فاقوس والحسينية بمحافظة الشرقية، فحسب، وأنه مثلما انتقل فى المكان، انتقل أيضا فى الزمان الذى سيعود به قروناً عديدة إلى الخلف، حيث تعيش القرية بدون أية خدمات، فلا توجد بها طرق مرصوفة ولا مدارس ولا وحدات صحية ولا مركز شباب ولا نقطة شرطة ولا أى شىء يذكر، مجرد ألف منزل أو ربما أو أكثر قليلا بها أكثر من 5 آلاف مواطن مصرى.
يقول محمد الصباح، إن الأطفال يسافرون للمدارس فى مناطق بعيدة، إما قهبونة أو عزبة طلبة أو أحمد أفندى وأقرب وحدة صحية على بعد 3 كيلوات، وطالب الصباح الحكومة "بنظرة" إليهم، قائلا إنهم مصريون ولديهم بطاقات انتخابية لكن ليس لديهم مقرات لأى حزب لا وطنى ولا غيره.
قال عبده أبو رضوان، "النواب لا نرى منهم إلا الوعود فقط، كلهم فشلوا فى خدمتنا، والعواشرة فيها العديد من الشخصيات المتعلمة والقادرة على توصيل صوتها للمسئولين لكنهم ربما لم يجربوا أو شغلتهم الحياة"، وأضاف "أناشد من خلالكم السيدة سوزان مبارك أن تأمر ببناء وحدة صحية لأطفالنا الصغار" متسائلا عن دور وزارة الأسرة والسكان فى البحث عن القرى الأكثر فقرًا، قائلا إن العواشرة هى الأكثر احتياجاً للخدمات من أى مكان آخر "لكننا مش على الخريطة".
شيخ العواشرة الشيخ السيد أبو أحمد قال "مفيش أى خدمات والناس غلابة معظمهم من عمال اليومية أو المعمار أو المزارعين من البيت للغيط.. عايزين الطريق من أباظة للعواشرة يترصف.. عاوزين مدرسة ووحدة صحية ومركز شباب"، وتابع "الحكومة لو عايزة تنفذ هتنفذ، هناك أراضى ميرى تأخذ منها، وممكن نساهم مالياً فى شراء قطعة أرض لكن ستكون مساهمة محدودة، ويا ريت النواب أو رجل أعمال من كبار الحزب الوطنى يتبرع بشراء قطعة أرض كام فدان، ويتبنى عليها كل المرافق مرة واحدة وبالمرة يرصفوا الطريق".
5 آلاف مواطن محرومون من المدارس والمستشفيات والمرافق والطرق
العواشرة.. قرية من "العصور الوسطى"
الأحد، 05 يوليو 2009 10:59 ص
قرية العواشرة تفتقر الحد الأدنى للمعيشة – صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة