كشف أحمد أبو الغيط وزير الخارجية عن تدخل مصر باقتراح توفيقى لحل الإشكالية المتعلقة بتحويل مفوضية الاتحاد الأفريقى إلى سلطة الاتحاد خلال القمة الأفريقية التى أنهت أعمالها أمس الجمعة بمدينة سرت الليبية، مفاده الاكتفاء فى المرحلة الحالية بتنسيق السياسة الخارجية وتنسيق سياسة الدفاع المشترك بين الدول الأعضاء بدلا من انقسام القارة لمجموعتين تتحركان بسرعتين متباينتين حسبما تردد فى أروقة القمة.
وقال أبو الغيط إن القمة قبلت مقترح مصر التوفيقى للتغلب على المصاعب التى جابهتها القمة وكادت تفشلها بسبب الخلافات بين المعسكر المنادى بسرعة تحقيق الوحدة الأفريقية من خلال التنازل عن سلطات سيادية للدول الأعضاء مثل العلاقات الخارجية والدفاع من جانب، والمعسكر الرافض لذلك الطرح والمتشبث بطبيعة الاتحاد الأفريقى كمنظمة غير حكومية من جانب آخر. وقال وزير الخارجية إنه طلب من القمة.
من جانب آخر أشار أبو الغيط إلى أن التوازن الأفريقى الحكيم بين اعتبارات تحقيق السلام فى دارفور من جانب ومساءلة المسئولين عن الانتهاكات التى حدثت بدارفور من جانب آخر هو الذى حدا بالقادة الأفارقة إلى رفض التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، نظراً لعدم الاستجابة لمطالبهم المتكررة لمجلس الأمن الدولى والمحكمة الجنائية الدولية بتفعيل المادة 16 من معاهدة روما المنشئة للمحكمة لتعليق أمر ملاحقة الرئيس السودانى عمر البشير.
وأضاف أبو الغيط أن تفاقم الأوضاع مؤخرا بالصومال نال حقه من الاهتمام بقوة حيث دعت القمة مجلس الأمن الدولى والمجتمع الدولى إلى سرعة نشر قمة أممية لحفظ السلام بالصومال ودعم الحكومة الصومالية، بالإضافة إلى اتخاذ تدابير فورية لفرض حظر الطيران والحصار على الموانئ لمنع دخول الأسلحة والمقاتلين الأجانب للأراضى الصومالية.
وقال أبو الغيط إن مصر أيدت قرار القمة بإنهاء تعليق مشاركة موريتانيا فى أنشطة الاتحاد الأفريقى بعد التوصل لحل للأزمة الموريتانية باتفاق كافة الأطراف على إجراء الانتخابات لاستعادة الشرعية الدستورية بالبلاد واتصالا بذلك أشار وزير الخارجية كذلك إلى التزام مصر الكامل بتعزيز جهود حفظ السلام القارية والدولية، وهو ما انعكس فى اتساع حجم مساهمة القوات المصرية فى عمليات حفظ السلام بأفريقيا فى دارفور والكونغو الديمقراطية وكوت ديفوار.
وأشار أبو الغيط إلى أن مصر ساهمت بفعالية فى مناقشات القمة لموضوعها الفنى الرئيسى وهو "الاستثمار فى الزراعة" على خلفية قيام الرئيس مبارك بالمشاركة فى قمة قادة الدول الثمانى الكبرى المقبلة بإيطاليا لاحقا خلال الأسبوع الحالى وتفضله بإثارة المطالب الأفريقية الملحة الخاصة بأزمة أسعار الغذاء العالمية والتحديات الماثلة إزاء ما أضافته الأزمة المالية العالمية بدورها من مصاعب على اقتصاديات الدول الأفريقية، مضيفاً أن مصر قد استندت فى قمة سرت إلى ما طرحه الرئيس مبارك أمام قمة شرم الشيخ الأفريقية فى يوليو 2008 حول ضرورة إيجاد حوار دولى بين الدول النامية والمتقدمة حول قضية أسعار الغذاء وما يرتبط بها من قضايا الوقود الحيوى، بالإضافة إلى حاجة أفريقيا لنقل التكنولوجيا الحيوية لتطوير مستويات إنتاجيتها الزراعية وحاجة أفريقيا للتعويضات الدولية عن تأثيرات تغير المناخ وقد انعكست مجمل الأطروحات المصرية فى نص إعلان سرت الصادر عن الزراعة.
وفى إطار الاهتمام المصرى المتواصل بدول حوض النيل أشار وزير الخارجية إلى لقاءاته على هامش قمة سرت بوزراء خارجية كل من إثيوبيا والصومال والسنغال وبوروندى وأوغندا لمتابعة القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وحول النتائج التى خرجت بها مصر من قمة سرت الأفريقية الحالية أوضح أبو الغيط، أن القمة جددت تأييدها لترشيح وزير الثقافة فاروق حسنى لمنصب مدير عام اليونسكو وطالبت الدول الأفريقية بالالتزام بالقرارات الأفريقية المؤيدة للمرشحين الأفارقة للمناصب الدولية، وهو ما يعزز فرص وزير الثقافة فى الفوز بذلك المنصب الدولى المرموق، كما فاز محمد فايق وزير الإعلام المصرى الأسبق بعضوية اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب لمدة ست سنوات بما يكفل التواجد المصرى الفعال فى هذا الجهاز الأفريقى المهم.
أبو الغيط: اقتراحات مصر التوفيقية سبب نجاح قمة سرت بليبيا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة