"وراء كل خبير امرأة عظيمة " هذا هو التوصيف الأقرب إلى الواقع، فبصرف النظر عن اعتصام خبراء العدل أمام مبنى الوزارة ومطالبهم المتمثلة فى إصدار قانون جديد ينظم عملهم وإلغاء الكتاب الدورى رقم 9 لسنة 2009 والذى يقضى بعدم إرسال الدعاوى القضائية إلى مكاتبهم وغيرها من المطالب التى بسببها قضى الخبراء 25 يوما فى اعتصامهم، فإن الدافع والمحرك الأساسى لكل هؤلاء هو النصف الآخر لهم الذى يقف وراءهم ويشد أزرهم ويدعمهم، ويبث بداخلهم الحماس والثبات حتى نيل مطالبهم.
جانيت، زوجة يوسف عبده كبير المفتشين الحسابيين سابقا، منذ أن بدأ الاحتجاج وهى تأتى مع زوجها المسن من الإسكندرية فى كل مرة، وتقف مع جموع الخبراء لتهتف بصوت عال "الخبراء عاوزين قانون عاوزين حماية وأجر ثابت والمكافأة"، ففى البداية كان الجميع يعتقد أنها خبيرة تطالب بحقوقها وليست ربة منزل تشارك زوجها المطالبة بحقه، وبحماس يفوق البعض.
موقف جانيت ينطبق على العديد من الزوجات اللائى يجلسن فى بيوتهن للاهتمام بالأولاد وقت غياب رب الأسرة. فكل منهن تعرضن لمواقف صعبة أثناء اعتصام زوجها ومبيته عشرات الأيام بعيدا عن منزله وأولاده، ولعل أهم هذه المواقف هو مرض أحد الأطفال، فتضطر الأم إلى حمله إلى الطبيب بمفردها بدون إن تشتكى أو تقلل من عزيمة زوجها، وهو ما فعلته "أم جهاد" زوجة محمد طاحون الخبير الزراعى، حيث قالت "حينما مرضت ابنتى الصغيرة بحساسية على الصدر كنت وقتها لا أعرف ماذا أفعل، فلأول مرة أتعرض لمثل هذا الموقف، خاصة وأننى فى مثل هذه الحالات أعتمد على زوجى دائما "، معبرة عن حزنها الشديد وشعورها بالوحدة بعد غياب زوجها الذى لم تعد تراه سوى مرة كل أسبوع، يأتى لساعات قليلة ليأخذ ما يحتاج إليه من أغراض بدون أن يجلس مع أولاده الأربعة.
وأكدت أم جهاد أنها على أتم استعداد إلى الاشتراك فى الاعتصام، لأنها مؤمنة أن زوجها على حق، وأن كل مطالبه مشروعة. وفى نهاية كلامها قالت "أنا بدعى لهم من كل قلبى إن ربنا ينصرهم ويوفقهم، وبطلب من الرئيس التدخل لحل أزمتهم، لأنى مش عارفة لو طول اعتصامهم لرمضان احنا ممكن نعمل إيه !" .
أما شيرين عبد العزيز زوجة محمد مدحت أحد الخبراء، والتى تعيش الآن عند منزل والدتها حتى عودة زوجها من اعتصامه قالت "أنا وابنتى لا نرى زوجى مطلقا إلا ساعات قليلة كل أسبوع، وعلى الرغم من ذلك أنا سعيدة جدا بموقفه وموقف زملائه لعدم استسلامهم ومطالبتهم بحقوقهم، وعدم السكوت عنها". وأضافت قائلة "إن مطالب الخبراء ليست مادية، ولكنها مهنية من الدرجة الأولى فلا أحد يعرف مقدار الجهد والتعب الذى يبذله زوجى الذى يعمل ليل نهار وحرصه الشديد على كل مستند كأنه أحد أطفاله ويخشى عليه من الضياع". وعن أصعب المواقف التى تعرضت إليه الأسرة أثناء اعتصام محمد، هو إجراء والده لعملية خطيرة فى قدمه إلا أن زوجها لم يستطع التواجد أثناء هذه العملية وكان يطمئن على صحة والده بالتليفون.
أما الدكتورة نسرين زوجة الخبير إيميل أنو، قالت أثناء فترة غياب زوجى عن المنزل ابنتى مرضت فى ساعة متأخرة من الليل، وهو ما جعلنى أذهب بها إلى الطبيب فى هذا التوقيت بدون إن يأتى معى أحد. وبضيق قالت، "فى هذه اللحظة شعرت بحزن شديد، لأننى لم أجد إيميل بجوارى، خاصة وأن جميع أهلى يعيشون فى محافظة المنوفية، مما جعلنى أشعر بالوحدة". مضيفة على الرغم من ذلك فأنا لا أريد أن يتراجع زوجى عن موقفه، وأن يكون بجوار جميع زملائه حتى تستجيب الوزارة لمطالبهم.
مواقف صعبة تعرضن لها أثناء غياب رب المنزل...
زوجات خبراء العدل.. كلمة السر وراء الصمود ومفتاح استمرار الاعتصام
الجمعة، 31 يوليو 2009 08:31 ص
وراء هذا الاعتصام نساء آمن بحقوق أزواجهن
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة