هل وضع صدام حسين مادة «الثاليوم» فى طعام الرئيس هوارى بومدين؟

الخميس، 30 يوليو 2009 07:56 م
هل وضع صدام حسين مادة «الثاليوم» فى طعام الرئيس هوارى بومدين؟ هوارى بومدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«الملف الطبى لزوجى مازال تحت خانة سرى، وأنا لا أستبعد أن يكون قد اغتيل».
أطلقت أنيسة بومدين، أرملة الرئيس الجزائرى الراحل هوارى بومدين هذه الكلمات عام 2005 أى بعد نحو 27 عاما من رحيله (27 من ديسمبر عام 1978)، لم تحدد أرملة بومدين جهة مسئولة عن عملية الاغتيال، لكنها قذفت بكرة لهب فى القضية التى ظلت حتى الآن دون تدوين رسمى، يحدد هل مات الرئيس الجزائرى بالسم أم بغيره؟، هل مات موتا طبيعيا، أم تم الغدر به فى دنيا السياسة التى كان أحد أقطابها العرب الكبار طوال فترة حكمه.

لم يكن خبر رحيل هوارى بومدين عاديا على صعيد الساحة العربية، فهى كانت تشهد ذروة تفككها على إثر زيارة السادات إلى القدس، وتوقيع اتفاقية صلح مع إسرائيل، وفى المقابل كانت ليبيا والعراق والجزائر وسوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية، تشكل جبهة الصمود والتصدى، كجهة بديلة لمصر فى قيادة المنطقة فى صراعها مع إسرائيل. فهل كان لذلك علاقة باغتياله؟.

أذكر أن الباحث الجزائرى الصديق خالد عمر بن ققة، كان ممن أثاروا سؤالا مبكرا: من قتل هوارى بومدين؟، ووضع كتابا حمل نفس العنوان، ومع تسليمه بأن الرجل تم اغتياله، كان يقول لى إن الوحيد القادر على تحريك هذا الملف هو زوجته السيدة أنيسة، لكنها مازالت صامتة، كان كلام بن ققة عام 2000، وبعد خمس سنوات تحدثت السيدة أنيسة لكنها لم تحدد الجهة، ليظل السؤال مفتوحا: «من قتل هوارى بومدين»؟

الاجتهادات فى الإجابة على السؤال، شملت أكثر من جهة، حتى أنها طالت الرئيس العراقى السابق صدام حسين، والقصة هنا يرويها وزير الدولة للشئون الخارجية العراقية حامد الجبورى، وذلك فى برنامج «شاهد على العصر» الذى تبثه قناة الجزيرة، قال الجبورى: «إن صدام دس مادة» «الثاليوم» لبومدين خلال زيارته إلى بغداد صيف عام 1978،
وبدأت أعراض مرض غريب على بومدين بعد مغادرته بغداد، وتحديدا حين توقف فى دمشق للاجتماع مع الرئيس السورى حافظ الأسد، وأضاف الجبورى أنه لم يفهم الذى حصل لبومدين، إلا بعد أن قتل ضابط عراقى برتبة فريق بالطريقة نفسها، وكانت الأعراض التى ظهرت عليه متشابهة للأعراض نفسها التى ظهرت على بومدين، وتحديدا اهتراء الجلد وتحول العظم إلى مادة هشة تتحطم بمجرد تعرض جسد الضحية إلى لطمة ولو خفيفة جدا.

رواية الجبورى لها فى التقييم والتمحيص الكثير والكثير، فهى قيلت من معارض عراقى لصدام حسين، وقيلت بناء على القياس، وليس المشاهدة أو المشاركة فى الفعل، كما أنه وبعد الاحتلال الأمريكى للعراق واستباحة كل الوثائق فى عهد صدام، من الطبيعى لو كان هناك طرف من الحقيقة فى ذلك، لتم تسريبه على نطاق واسع على الأقل من أجل الجزائريين الذين خرجوا فى مظاهرات حاشدة ضد الحرب الأمريكية على العراق.

الحديث عن تسميم بومدين تجدد أثناء موت عرفات، من زاوية أن موت الزعيمين متشابه، وهو ما قاله نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عام 2006: «أعرف أن الرئيس الجزائرى هوارى بومدين مات مسموما بنفس الطريقة (طريقة عرفات)، لكن تم الكشف عن الأمر وهو فى طور التدهور، أى فى وضع المسموم وهو حى، قبل أن يصاب بالغيبوبة، وتم إبلاغ عدد من القيادات الجزائرية بذلك»، وعلى نفس الدرجة من كلمات حواتمة، جاءت شهادة أحد كبار القادة الذين رافقوا بومدين وهو العقيد أحمد بن شريف الذى اطلع على وصف طبيب رئيسه قائلا: «كان الرئيس مريضا من جهازه البولى الذى كان يخرج دما»، وأضاف: «لقد أهديت الرئيس كلبين من سلالة دنماركية وقد ماتا مسمومين، لكن الغريب فى الأمر، أن الأطباء الروس وجدوا عند الكلبين نفس أعراض المرض الموجود عند بومدين»، وينتهى الرجل إلى القول: «وفاة بومدين مثل وفاة عرفات تماما».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة