«كان أمامنا خياران، إما أنا نقول إن دور الحركة انتهى مثل ذكر النحل الذى ينتهى دوره بتلقيح الملكة، أو أن نقوم بتجديد هذا الدور» هكذا وصف الدكتور عبدالحليم قنديل منسق عام حركة كفاية رؤيته لها، بعد أن تولى المسئولية فى يناير 2009، فهو يرى أن الحركة صنعت الكثير خلال أقل من خمس سنوات، وآن الأوان لأن تضع آليات جديدة للمستقبل. إلا أن آخرين، وبعضهم كانوا يوماً ما أعضاء فى الحركة، يرون أن «كفاية» وتوابعها ماتت بسبب مشكلات عميقة فى جذورها، تأبى على الإصلاح أو التغيير.
طموح قنديل فى «تجديد دور الحركة» أدى به إلى أن يعلن فى أبريل 2004 عن البيان التأسيسى لما يعرف بـ«ائتلاف المصريين من أجل التغيير» هدفه الأساسى، البحث عن رئيس مصر القادم، الذى ترى الحركة أن يتولى الحكم بعد حكومة ائتلاف وطنى تأتى على رأس السلطة خلال فترة انتقالية مدتها عامان، تنتهى بدستور جديد للبلاد. ويقول قنديل إن سبع حركات سياسية، وأكثر من ألف شخص من الشخصيات العامة، وقادة الإضرابات، وبعض أعضاء الإخوان بصفتهم الشخصية وقعوا على البيان التأسيسى، وهو ما يمنحه ثقلاً معنوياً، ومادياً أيضاً، لكن بأى شكل يختلف هذا الائتلاف عن غيره من التحالفات، والمبادرات التى طرحتها الحركة على مدار تاريخها؟ يرد قنديل بسرد عدد من الوقفات الاحتجاجية فى الجامعة، وفى وسط القاهرة، وبعض المحافظات محدداً بالأسماء والأعداد الذين تعرضوا للاعتقال من أعضاء الحركة، ومحذراً من الاستهانة بجهود الحركة، ويضيف «نحن أصحاب المبادرة الوحيدة لتغيير المجتمع، ولا يوجد تصور آخر لرئاسة هذا البلد سوى مبارك الأب أو الابن» مشيراً إلى أن الموقعين على هذا الائتلاف أقوى أثراً من الأحزاب، وأن المبادرة تقدم البديل السلمى الوحيد الممكن تنفيذه حتى ننقذ مصر من سيناريو الانفجار الاجتماعى الدموى، ونزول الجيش إلى الشوارع، أما حركة «6 أبريل» فيعترف قنديل أنها منقسمة على ذاتها فى قضايا عدة من بينها التمويل الأجنبى.
لكن الدكتور إيمان يحيى عضو قيادى مستقيل من حركة كفاية لا يشارك قنديل الأمل، على الأقل فى حركة كفاية، فهو يقر بأن الدولة مسئولة عن تعثر الحركات السياسية الرسمية وغير الرسمية فى مصر، لكنه لا يعفى أعضاء تلك الحركات أنفسهم من المسئولية، ويصف يحيى الوضع فى «كفاية» كالتالى: «بدأت كحركة تعبر عن يسار المجتمع، وتدعو للدولة المدنية، ثم سيطر عليها اليمين فانتهت» ويقول إن الأوضاع فى مصر تغيرت لما هو أسوأ مما كانت عليه فى 2004، حين كان النشطاء يأملون فى تغييرات دستورية تستجيب لمطالبهم، وانتخابات نزيهة وشفافة، لكن ما حدث فى الواقع أحبطهم، وأجهض قدرتهم على الحركة، فارتد كل فصيل إلى أصوله السياسية المختلفة، وبالتالى فإن الشقاق صار سيد الموقف، ويقول الدكتور إيمان يحيى إنه لم يعد كافياً الوقوف ضد التوريث وفقط، لأن كل حركة أصبحت مطالبة بتقديم تصور واضح لما تريده، وكيف تريده، ومع من. فالاختلافات داخل تلك الحركات أدت إلى خلافات هدامة لا تحتاج إلى الرتق، والترقيع، بل إلى إعادة النظر فى بنية تلك الحركات من الأساس.
لمعلوماتك...
◄24 تأسس حزب الغد وكيل المؤسسين أيمن نور
لماذا اكتفت حركة «كفاية»وتوابعها بإثارة الزوابع فى الفنجان؟
الخميس، 30 يوليو 2009 07:59 م
عبد الحليم قنديل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة