يقولون كل يوم بأن العالم أصبح قرية صغيرة، وليتهم ما قالوا.
فنحن نرى بأعيننا ونطالع كل يوم التقدم العلمى الهائل من حولنا، مع كل صباح يوم جديد يقدم إلينا العالم المتقدم كل ما هو جديد فى شتى مجالات المعرفة والعلم والصحة والدواء والميكنة والتكنولوجيا، بينما نحن قابعون فى ظلمة ما بعدها ظلمة، ومن الواضح أننا سوف نظل هكذا إلى أبد الآبدين.
نحن لا نتقدم قيد أنملة، والغريب أننا لا نفهم حقيقة الأمر؛ بل والبعض منا يفسر الأمر على أننا نعيش عصر نهضة، ولست أدرى أى أنواع النهضة تلك التى نعيشها، وهل يمتلك نفس الأعين التى وهبنا الله إياها، أم أن له خاصية أخرى غيرنا نحن بنى البشر؟.
نسعد جداً عندما يقول البعض منا بأن التاريخ يعيد نفسه، إذن فأين الحركة وقوانينها، معنى أن التاريخ يعيد نفسه، فما نحن إلا أسرى للجمود، ونكره الحركة تماماً، لذلك ليس هناك جديد ولا إبداع أو خلق أو ابتكار أو اختراع.. شعب جامد متجمد متحجر مثل الآثار الفرعونية التى نتباهى بها.. فعشنا مثلها تماماً.
ربما الذنب ليس ذنب المواطنين، ولكنه ذنب من أوكل إليهم الأمر من ولاة الأمور فى بلادنا العربية، فعندما يأمن الإنسان على حياته وكرامته، تكون لديه حرية الإبداع، أما إن كانت محاولات المواطن عندما يستيقظ كل يوم من نومه فى كيفية حماية نفسه من الضرب والإهانة تحت أى مسمى، أو أى قانون جائر، فعندها سيكون كل تركيزه وعبقريته فى كيفية النجاة فقط من ذلك وليس أى شىء آخر.
سامى عبدالجيد - أحمد فرج