إبراهيم ربيع

الفلسفة الزائدة.. سبب مصائبنا

الخميس، 30 يوليو 2009 07:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الفلسفة الزائدة هى سبب مصائبنا فى كل المجالات.. ولو تعامل الناس مع القضايا بموضوعية لما ظهرت لنا هذه المصائب والطرائف فى المؤسسات الرياضية الكبرى.

المجلس القومى للرياضة «تفلسف» زيادة عن اللزوم وأصدر لائحة كنا ننتظرها بشغف وفرحنا بقدرتها على إزاحة مراكز القوى من طريق الرياضة المصرية، إلا أنها فى النهاية قدمت وسط نصوصها ثغرات أضعفت شوكة حسن صقر وأعادته لنقطة الصفر أمام القيادات الأزلية التى صدرت اللائحة من أجل التخلص منها.. وزادت الفلسفة فى تقدير حجم تأثير أعضاء اللجنة الأوليمبية الدولية من المصريين الذين لا يهمهم شرعية الميثاق الأوليمبى ولا مستقبل الرياضة بقدر فزعهم على مقاعدهم الدولية والمحلية.. وكان مسئولو الجهة الإدارية على درجة عالية من الاطمئنان وكأنهم على يقين بأن اللجنة الأوليمبية الدولية تعرف كل شىء عن الخريطة المصرية وفساد القيادات الكبيرة وأن ذلك يكفى للتغطية على نصوص اللوائح الدولية.

واتحاد الكرة تفلسف فى قضية حقوق البث واعتقد أن الأرقام هى السيف الحاسم فى بيع الحقوق، وأن التحالف مع الأندية يعزز قيمة هذه الأرقام دون تقدير لطبيعة توازنات المصالح، وأيضا مراكز القوى التى تتاجر جيدا بالمواطن وحقوقه التى لم يتذكروها إلا فى مشاهدة المباريات ونسوها تماما فى مجالات أخرى أكثر حيوية.. وذهبت الفلسفة إلى أقصى مدى عندما ارتبط بيع الحقوق بمكاسب مالية خاصة، ربما تمثل للبعض صفقة العمر.

والأهلى تفلسف جدا وهو يخطط للانتخابات القادمة.. وحتى هذه اللحظة لم يقدم لنا حسن حمدى تفسيرا مقنعا لاختلاف هذه المعركة الانتخابية باستبعاد العامرى فاروق وكان بمقدوره أن يدير انتخابات «نائمة» لا يسمع عنها أحد شيئا ويتجنب الهمز واللمز واتهامات له بالرضوخ لرغبة محمود الخطيب فى إبعاد العامرى بأى ثمن.. ولا نعرف ما إذا كان حسن حمدى يرغب فى كل مرة أن يبحث للانتخابات عن معركة ينشغل بها الناس ويثبت فيها قدرته على توجيه الجمعية العمومية حتى لو بدا الأمر غير منطقى. وكان بمقدور حسن حمدى أن يفتح القائمة بزيادة عضو أو يوزع المتنازع عليهم بين التعيين والترشيح، لكنها الفلسفة التى ربما تصيب فى مقتل.

والزمالك لا يعرف كيف يدير نفسه إعلاميا.. وصعد بالفلسفة إلى أعلى درجة عندما قرر الاستعانة بكاتب كبير بحجم سمير رجب لكى يتولى إدارة ما أسمته الإدارة بالمؤسسة الإعلامية للمؤسسة الرياضية.. ولا نعرف كيف سيصرف النادى على فلسفته الإعلامية وهو لا يعرف كيف يصرف على مؤسسته الرياضية التى توقف فيها صرف الرواتب وهرب من هرب من اللاعبين وفشلت صفقات بسبب مبالغ متواضعة.

بالتأكيد نحن نعانى من أزمة التفكير فوق طاقتنا.. نحن خياليون سلبيون.. بمعنى أننا لا نستخدم الخيال للإبداع وتحسين الواقع وتطويره.. بل نحب أن نحلم وأعيننا مفتوحة.. أحلام يقظة لا تهاجم إلا العاجزين أو الشعراء الذين ينتجون كلاما جميلا لا يصلح خيالهم للذين يخططون لإنتاج بضاعة يستهلكها ويستخدمها الناس أو مباشرة نشاط صناعى وتجارى أو منافسة على أرض الواقع.

قد نكون دولة عظمى فى الكلام ودولة كبرى فى الخيال.. لكننا دولة مازال منتخبها لا يستطيع الوصول إلى نهائيات كأس العالم وهو ينافس الجزائر وزامبيا ورواندا.. لأن خيالنا سبق واقعنا واعتبرنا المنافسين والخصوم مجرد «درجات سلم» نصعد عليها إلى المونديال بلا جهد ولا تفكير ولا تخطيط.. وهى فلسفة المغرورين المنفصلين عن واقعهم.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة