إذا أردت أن ترى رجلاً اجتمعت عنده الكروب فلن تجد كل هذا إلا عند عم «عبدالعال مصطفى حسين» 65 سنة بالمعاش، يعيش مع أسرته فى شقة صغيرة بالإيجار فى حى إمبابة بالجيزة.
عم «عبدالعال» فقد أغلب معاشه حتى عام 2014 فى أقساط شهرية، اشترى بها بعض الأجهزة الكهربائية من أجل تجهيز ابنته الكبرى «ميرفت» 30 سنة، فهى العائل الوحيد لوالدها بعد أن عجز أخوها الأصغر عن الحصول على فرصة عمل، وانشغلت أختها التى عقد قرانها بخدمة أمها القعيدة، لكن القدر كان أسرع.. عندما توفيت «ميرفت» قبل عامٍ مضى هى وسبعة من زميلاتها أثناء خروجهن من العمل فى أحد مصانع الملابس بالمنطقة الصناعية الثالثة بالعاشر من رمضان، تحت عجلات أتوبيس نقل سياحى. بهذا الحادث يكون عم «عبدالعال» قد فقد عائله الوحيد «ميرفت».
ذهبت «ميرفت» وتركت أباها غارقاً فى كم هائل من المشكلات والديون، فبعد مضى عام على رحيلها، لم يستطع عم «عبدالعال» صرف التعويض عن حادث مقتل ابنته، بعد رحلة طويلة من الروتين وإحضار الوثائق والمستندات، التى استحال عليه استخراجها بسبب إغلاق ملف قضية الحادث، حتى يتم القبض على السائق الهارب، والذى حكم عليه غيابياً بالسجن 5 سنوات.
دخل عم «عبدالعال» عيادة التأمين لصحى، يشكو من ألم بسيط فى عينه بسبب بعض الأتربة، فخرج منها فاقداً للبصر بإحدى عينيه، مما ساعد على تدهور حالة الأخرى، بعدما قامت طبيبة الرمد فى العيادة «بالعبث بعينه والضغط على عدسة العين» على حد قوله.
ينتحب عم «عبدالعال» ويقول: «راح نور عينيه.. وراحت عينيه اللى كانت بتمشى على الأرض.. وأصبحت مسئولياتى صعبة، خاصةً بعد هذا العمر، وضعف الصحة.. يا مهوّن.. هوّنها يارب».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة