497 منطقة و95 مدينة مهددة بالفتنة الطائفية 90% منها تشتعل بسبب لعب العيال وكنائس البيوت

أحداث الحواصلية الطائفية تؤكد فشل سياسة المجالس العرفية

الخميس، 30 يوليو 2009 08:01 م
أحداث الحواصلية الطائفية تؤكد فشل سياسة المجالس العرفية قبطية متضررة من الاحتقان الطائفى فى المنيا
كتب عبدالفتاح عبدالمنعم - تصوير: عمرو دياب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄تجاهل الأمن والمحليات المشاكل الصغيرة وراء تحولها إلى حرائق

لم تكن الأحداث الطائفية التى شهدتها قرية الحواصلية فى المنيا هى الأولى ولن تكون الأخيرة، السبب متوافر فى عشرات القرى والمدن والأحياء بالصعيد وأنحاء مصر، بدأت الأحداث عندما قام ميلاد شحاتة بتركيب 2 صليب من الجبس على واجهة منزله، الذى قال إنه مملوك للطائفة الإنجيلية، وفى سبيل استخراج ترخيص لإقامة الشعائر الدينية.

بعض مسلمى القرية تجمهروا بعد صلاة الجمعة، وألقوا الحجارة وكرات النار على المكان فاشتعلت النار فى المنازل والحظائر، وتصدت لهم قوات الأمن وحاصرت المكان لمنع تجدد المصادمات بعد إصابة 4 أشخاص من الجانبين، وتم القبض على العشرات وأمرت النيابة بحبس 40.

السبب كما هو واضح مكرر وموجود، وأسباب أخرى مثل نزاع على ثمن زجاجة «حاجة ساقعة» فى الدقهلية.. أو غياب فتاة مسيحية عن منزلها لدى إحدى صديقاتها فى سمالوط يشعل فتيل الفتنة ممن يرون فى أنفسهم أنهم حراس العقيدة من الجانبين.. قبلها كان تجمع عدد من الأقباط للصلاة فى بيت بإحدى عزب بنى سويف أو الحواصلية فى المنيا كل هذا يكشف أن جلسات الصلح لا تكفى لإطفاء نيران الفتن، طالما استمرت بؤر اعتبرتها التقارير الأمنية أنها قابلة للاشتعال، وحتى بيانات الصلح التى خرجت من المنيا واعتبرت أزمة دير أبوفانا انتهت تكذبها نيران الفتن فى ميت غمر أو بنى سويف أو سوهاج والمنيا، ولن تفلح لا الجلسات العرفية أو الاتفاقيات الأمنية فى أن تطفئ نيران الفتن فى أبوفانا أو أى مناطق أخرى مرشحة للانفجار، وهو ما جعل إحدى الجهات الأمنية تعد تقارير تتوقع المناطق المحتمل اشتعالها.

التقارير الأمنية رصدت 497 منطقة و95 مدينة مهددة بالفتنة الطائفية، منها 90 % تشتعل بسبب تحويل المنازل إلى كنائس ومنها قرية أولاد عزاز فى سوهاج، بحيث يدور نزاع مكتوم بين مسلم وقبطى على قطعة أرض مساحتها 500 متر مربع، وأحال كل طرف النزاع إلى نزاع دينى ليحصل على قطعة الأرض مستغلاً حالة الاحتقان فى نجع قريب من القرية.

خريطة بؤر الفتنة الطائفية يراها ممدوح نخلة المحامى القبطى «أنها مثل القنابل قصيرة الفتيل يسهل تفجيرها لبعدها عن التواجد الأمنى، وقربها من المناطق التقليدية للفتن الطائفية مثل الكشح».

اللواء فؤاد علام الخبير الأمنى يقول: «أستطيع أن أجزم بأن 90 % من أحداث العنف الطائفى انفجرت لأسباب تافهة، فأحداث الكشح الشهيرة (1998) اشتعلت بسبب رفض سيدة مسلمة دفع ثمن مترين قماش لتاجر قبطى وبعد عتاب صغير بينهما انفجرت الفتنة التى استغلتها قلة لتؤدى إلى فتنة ومن يومها وسوهاج شهدت تفجر الفتن أكثر من مرة آخرها عام2001».

بؤرة أخرى ترقد على بركان ثائر فى سوهاج قريه (السكساكة) بمركز طما بها 3500 نسمة بينهم أكثر من 1500 مسيحى - بسبب طريق مشترك بين أراضى مسلمين ومسيحيين بسبب ترميم الأقباط لإحدى كنائس القرية، وفى عزبة أيوب ذات الأغلبية القبطية ستظهر الفتنة ملوثة برداء الفساد حيث استولى مسلم على قطعة أرض من أملاك الدولة وشرع فى تقسيمها وبناء مسجد وعندما طالب بعض الأقباط بقطعة أرض مساوية لبناء كنيسة رفض المسلم، وقام الصراع المكتوم فالأغلبية القبطية تهدد بإبلاغ الأجهزة المعنية والرجل الذى استولى على الأرض حولها إلى صراع طائفى ورجال الأمن يرفضون التدخل، مما يمهد الطريق لفتنة قادمة يحذر منها الكاتب والناشط السياسى جمال أسعد قائلاً: «لو أن الأجهزة المسئولة تدخلت لحل أى نزاع فى بدايته لما وقعت أكثر من 20 فتنة كبرى مثل الكشح والزاوية الحمراء والخانكة وأسيوط والإسكندرية والعياط أو أكثر من 300 فتنة صغرى فى العقود الأربعة الماضية، ولما استمر تجاهل المشاحنات المكتومة فى عزبة أيوب أو قرية منتون مركز سمالوط فى نفس المحافظة حيث يعيش أكثر من خمسة آلاف قبطى دون مكان يتجمعون فيه للصلاة، وعندما نجح الدكتور القس بطرس فلتاؤوس فى اختيار مقر للصلاة فيه بدأت اعتراضات من المسلمين وتخوف من تكرار سيناريو العياط».

معظم بؤر الفتن المحتملة الاشتعال فى المنيا سببها قطع أرض مشتركة بين أقباط ومسلمين كما هو الحال فى قرى جبل الطير والجرنوس فى شمال المنيا، وفى أسيوط أكبر المحافظات المصرية كثافة سكانية من الأقباط فإن رسم خريطة الفتنة فيها لا يمكن تجاهلها حيث يعيش فيها أكثر من مليون ونصف المليون قبطى من أصل أكثر من 3 ملايين نسمة ولهذا فإن بؤر التطرف وأحداث الفتنة المتوقعة ترتفع لأسباب كثيرة.

وبينما يحذر اللواء فؤاد علام: «من أن اشتعال العنف الطائفى يخضع لأهواء الطرفين، والتعامل مع هذا الملف يتم سياسياً، يرى جمال أسعد أن «نفوذ أقباط المهجر فى مصر فى بعض البؤر النائمة لأنهم قادرون على إشعالها فى الوقت الذى يريدونه، مشيراً إلى أن معظم الجلسات العرفية والاتفاقات على إنهاء نزاع طائفى لن يؤدى إلى وقف الفتن فى بر مصر».





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة