أكد مصدر مطلع لليوم السابع أن الرؤية الأمريكية للسلام فى الشرق الأوسط لن يتم طرحها فى القريب العاجل، مشيراً إلى أنه رغم أن عناصر هذه الرؤية أصبحت واضحة تماماً لدى إدارة الرئيس باراك أوباما، إلا أن واشنطن ترغب فى الانتظار لحين الحصول على موافقة إسرائيلية على وقف الاستيطان، مقابل أن تعلن الدول العربية موافقتها هى الأخرى على بدء خطوات التطبيع مع تل أبيب.
ولفت المصدر إلى أن مواقف الدول العربية الرافضة لأى تحرك نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل طالما أن الأخيرة لم تتخذ أى خطوات ملموسة فى اتجاه وقف الاستيطان، هى محور النقاش الحالى بين واشنطن وعدد من العواصم العربية، مشيراً إلى أن أمريكا تحاول خلال الأيام القليلة المقبلة الضغط على إسرائيل، لكى تحصل منها على موقف واضح لوقف الاستيطان، لكى يقتنع العرب بجدية الموقف الأمريكى.
وكان أحمد أبو الغيط وزير الخارجية قد قال مساء أمس، الأربعاء، لبرنامج وراء الأحداث على التليفزيون المصرى الذى يقدمه الدكتور عبد المنعم سعيد، إن الجانب الأمريكى يعتزم وضع إطار للتسوية الفلسطينية الإسرائيلية، ومطالبة كافة الأطراف ببدء المفاوضات على هذا الأساس"، موضحاً أن هذا الإطار يعتمد على أن يتواجد المجتمع الدولى ممثلا فى الولايات المتحدة والرباعية الدولية، وربما بعض القوى الإقليمية وفى مقدمتها مصر لمساعدة الأطراف على التوصل إلى التسوية.
وقال أبو الغيط، إن الولايات المتحدة تسعى إلى تخفيف حدة الصدام بين الدول الإسلامية والعربية من ناحية والغرب من ناحية أخرى عبر حل الصراع العربى الإسرائيلى، إضافة إلى المخاوف من انتشار سباق للتسلح النووى بالمنطقة، مضيفاً أن المبعوث الأمريكى الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل يعد مقترحا شاملا يقوم على التزام إسرائيل باتخاذ خطوة رئيسية مع الفلسطينيين تتمثل فى وقف كامل لكافة أشكال الاستيطان متوقعا استجابة الدول العربية لبعض الإجراءات لمساعدة الفلسطينيين فى حال توقف إسرائيل عن الاستيطان.
وأضاف أبو الغيط أن ميتشل يسعى أيضا إلى بدء مفاوضات بين إسرائيل وسوريا ولبنان للتوصل إلى تسوية سلمية والتوصل إلى اتفاق على دولتين إسرائيلية وفلسطينية، وهو ما يتطلب الاتفاق على حدود الدولة الفلسطينية ووضع القدس واللاجئين، فضلا عن علاقة الدولتين ببعضهما، لافتاً إلى أن استمرار إسرائيل فى بناء المستوطنات سيؤدى إلى تقليص فرص حل الدولتين، وسيكون الخيار الوحيد هو حل الدولة الواحدة، مشيرا إلى أنه فى هذه الحالة ستكون الدولة إما عنصرية وإما قائمة على قوميتين.
وشدد وزير الخارجية على أهمية عامل الوقت لإنهاء الانقسام الفلسطينى – الفلسطينى، محذرا من أن إطالة الإطار الزمنى لهذا الانقسام تعنى فقدان المزيد من الأرض، مشيراً إلى أن حدوث تسوية بين سوريا وإسرائيل سوف يزيد الضغط لإيجاد تسوية على المسار الفلسطينى الإسرائيلى مجددا تأييد مصر لنجاح سوريا وإسرائيل فى التوصل إلى اتفاق سلام.
أبو الغيط : أمريكا تعتزم وضع إطار للتسوية الفلسطينية الإسرائيلية
الخميس، 30 يوليو 2009 10:02 م