لم يكن يتوقع أى من الشابين اللذين وثقا فى بعضهما، أحدهما مسلم والثانى مسيحى، أنهما سيشكلان وحدة وطنية فى كلابش واحد وأن يكون مصيرهما البهدلة فى شارع الهرم، فى المسافة الواقعة بين قسم شرطة العمرانية ومكتب أمن الدولة بالطالبية، رايح جاى.
مسلم ومسيحى هما أحمد عبدالعزيز وغالى عزيز جمعهما كلابش واحد فى قسم شرطة العمرانية وخرجا متهمين بتوصيل الإنترنت وتوزيعه دون تصريح أو الحصول على رخصة واحتجزا فى قسم شرطة العمرانية ثم اصطحبهما مخصوص إلى مكتب أمن الدولة فى الطالبية الذى أخذ البطاقات الشخصية منهما وطلب حضورهما بعد العرض على النيابة لأخذ البطاقات مرة أخرى كإجراء روتينى ثم عادا إلى القسم مرة أخرى للذهاب إلى النيابة المسائية للتحقيق.
الموضوع بسيط إلا أن القانون قانون، وكان لابد أن يخرجا فى كلابش واحد إلى نيابة العمرانية وفى الفترة المسائية، وأمام وكيل النيابة سامح سلامة عاين الأحراز وهى جهاز سويتش وراوتر مخصص للنت.
وحكى الاثنان قصتهما، كل على حدة مؤكدين لجوءهما إلى هذا بسبب انعدام فرص العمل وحتى لا يقعا فريسة لأصدقاء السوء. اقتنع وكيل النيابة بما قالاه وأمر بإخلاء سبيلهما من سراى النيابة دون العودة إلى قسم الشرطة، وكتب أمين السر القرار وأخذه أمين الترحيلات وعاد إلى قسم العمرانية مرة أخرى مع المتهمين المفرج عنهما حتى يحصلا على البطاقتين من مكتب أمن الدولة، وطلب أحمد وغالى من نائب المأمور العقيد إيهاب إسماعيل جوابا موجها إلى أمن الدولة يفيد بقرار النيابة الإفراج عنهما، إلا أن العقيد إيهاب رفض وقال لهما: «روحوا إلى أمن الدولة وخدوا البطاقات»، وصدق الاثنان كلمة الرجل، وذهبا لمكتب أمن الدولة وهناك قابلهما عسكرى زجرهما وطردهما وطلب كتابا رسميا من قسم الشرطة، وأمام هذا الموقف غير المفهوم انسحبا وتوجها إلى قسم العمرانية مرة أخرى ووقفا متذللين للعقيد إيهاب إسماعيل ليعطيهما طلبا يفيد بقرار النيابة، ورفض، لكنه أراح نفسه وأراحهما عندما قال «روحوا وأنا هابعت لأمن الدولة القرار» ولم يجدا مفراً إلا ترك البطاقتين «فى ستين داهية» على حد قولهما للنجاة من المهانة «بكلابشات ومن غير كلابشات» رايح جاى ما بين القسم والنيابة وأمن الدولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة