أعلم أن كلمة فن تعنى كل ما هو جميل وتحتوى على معانى كثيرة تدل على النقاء والصفاء والجمال، وتتعدد أنواع وأشكال الفن، فمنه المسموع مثل الأغانى والأعمال الإذاعية، ومنه المرئى مثل الرسم بأنواعه والمسرح والتليفزيون، وأريد أن أتوقف قليلا عند الفن المرئى, لنتذكر أيام الزمن الجميل، كان هناك نوعا مشهورا من أنواع الفن المرئى، وكان يتمثل فى الاسكتشات أو الأغانى الاستعراضية، وكان يجمع بين الصوت والصورة فى آن واحد فى إطار محترم ومعبر.
ومع مرور الوقت بدأ يحدث تطورا سريعا لهذا النوع من الفن، ولكن المشكلة أنه كان تطورا مستوردا من الغرب سمى "الفيديو كليب"، وللأسف الشديد كعادة العرب اتباع نهج وتطور الغرب، فيما لا يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا، فمن المفترض عندما نريد أن نستورد تطورا أو تكنولوجيا من المجتمع الغربى فى أى مجال لابد أن نأخذ منها ما يتناسب مع قيمنا الشرقية العربية ونترك ما لا يتناسب معها.
وأصبح الفيديو كليب كالوباء أو الشبح الذى يطارد كل بيت عربى، لأنه فشل تنفيذ الهدف منه كتوصيل رسالة للمجتمع، بل وأصبح يساعد على الفشل والفجور من كلتا شقيه المرئى والمسموع، فالمرئى عبارة عن عرى ومشاهد ساخنة هدفها استعراض الجسد والإغراء، والمسموع عبارة عن أداء هزيل تتحكم فيه آلات وبرامج موسيقية تعمل على تحسين الصوت, أيضا كلمات الأغنية كثيرا ما يكون ليس لها معنى أو هدف.
وللأسف الشديد كل هذا يوثر مباشرة بالسلب على أولادنا وبناتنا فى سن الصغر وحتى سن المراهقة، وبطبيعة وفطرة هذه الفئة العمرية تحب التقليد من حركات وطريقة أداء واللبس وبكل هذا يدخلون عالما جديدا بفكر جديد مستورد داع للتحرر والإباحية.
وإن كان هناك دورا هاما ملقى على البيت والأسرة فى تحجيم تلك المشكلة عن طريق منع قنوات الفيديو كليب، لكن المشكلة أنه بنسبة 80% من القنوات الفضائية تعرض هذه الكليبات، لأنها ببساطة سلعة رخيصة فى جلب المشاهدين أمامها، وبهذا قد تكون نجحت فى الاحتفاظ بشعبية كبيرة من المشاهدين تمكنها فى بيع أعداد كبيرة من الإعلانات والحصول على أموال طائلة فى المقابل!!
أليس من الأفضل أن تمنع هذه المواد الإعلامية من قنواتنا العربية بدلا من أن نغمض أعين أولادنا؟ وأصبح الفيديو كليب أداة استخدمها أعداء الوطن فى تفتيت القوة الكامنة فى الشباب العربى، حتى يصبحوا بلا نفع ولا فائدة وفى المستقبل القريب يتكون مجتمع هش ضعيف.
أمامنا اليوم الفعل وهو هذا النوع من الإعلام الهابط، وهناك المفعول بهم هم الشباب العربى، ولكن ترى من هو الفاعل والمسئول فى الفساد الإعلامى العربى ؟
مهندس أحمد محمد عبده يكتب: فيديو كليب وبقايا شباب
الجمعة، 03 يوليو 2009 02:38 م