رأيتها وقد عادت إلى وجومها والحزن يخرج ويعود مع أنفاسها..والندم يكاد يقفز من ملامحها .. وسألتها هل تركك؟
فأجابت .. نعم، فسألتها أليس هذا ما كنا نتوقعه وتحدثنا فيه مرارا وتكرارا؟
فأجابتى نعم، كنت متوقعة ولكن الأمل كان يملأنى والحب يسيطر على أفعالى والصبر هبط على من السماء ولا تخافى على أبدا أنه ألم متوقعا وحسرة انتظرتها طويلا وكلما طالت كلما تجدد الأمل بى .. فقد عرفته وأحببته ومنحته كل مالدى من مشاعر وحب وإخلاص ..وأحبنى ولن أشكك فى حبه لى أبدا وعلاماته فى حياتى .. فقد عرفته وهو متعدد العلاقات طائح الرغبات متدنى المشاعر ومعدوم العطاء . سعيه خلفى جذبنى وتمسكه بى أراقنى وإقباله نحوى هزنى .. فكم يغرى المرأه هذا الدور الساقط بأنها قادرة على التغير وإن حبها الكبير وعطاءها الممتد وتميزها الملفت يغير الوحش إلى قطة بريئة .. والعاصى إلى تائب خاشع والمتبلد إلى حساس مرهف..كم تسعى المرأه إلى هذا الدور وتنسى أنها تقامر بكل مالديها من احترام وكبرياء .. وتنسى بعد فوات الأوان أنها من اختارت خوض التجربة وعليها أن تقبل وتعترف بفشلها .. ولا تحوله إلى جحيم حياتها.
عرفته وكم كنت محطمة وقتها وعالقة فى أوهام حب مريض وقسوة مذلة ورغبة فى النجاة من عبودية حب أرهق كل ما بداخلى وما حولى.
ولكنها الكمياء وما أدراك ما الكمياء ..فالشرارة عندما تنطلق لن يوقفها أحد ولن يستطيع أحد مجابهتها ..فهى عزيزة فى الحياة ونادرة فى العمر وقاطعة فى القرار ..وبعد أن حدث ووقعت فى الفخ ولكن فخا من نوع آخر بعيد عن القسوة والقوة التى أخلت بتوازنى وأفقدتنى بريق حياتى طويلا .. لاستبدل ما فات بالصوت المريح واليد الحانية والكلام المعسول والنظرات الناعسة ..والرغبات المطلة والاهتمام المفرط.. هذا التضاد كفيل بإخراج حوا من الجنه مغمضة العينين مسلوبة الإرادة.
وتذكرت وهى تتكلم قصة العصفور الصغير الذى تجمد فى ليلة شتاء قارصة فسقط من فوق الشجره متجمدا فمر بجانبه أحد الحيوانات ووقف بجواره وتروث فوقه وهو ساكنا بلا حراك .. فإذا بدفء الروث يذوب الجليد من جناحيه ويفيق العصفور ويتحرك وتعود إليه حياته ..فتأتى قطة من بعيد تلحظ حركته أسفل الروث فتقوم بمسح الروث من عليه وهو سعيد وفرح بعودته للحياة مرة أخرى .. فإذا بالقطة تكتشف أنه غذاؤها المفضل فتلتهمه..
وأعود إلى الحكمة من تلك القصة، بأنه ليس كل من يتروث فوقك مؤذى ومميت ومهين وليس كل من يزيل من فوقك الروث طيب وكريم وحبيب.
فمن توهمت أنه أنقذها اهلك ماتبقى لها من قلب ..من اعتقدت أنه القلب الكبير والحس العالى والحب الكبير .. يعشق التجارب والتجديد رافضا أن يتخلى عن الحب فى حياته.. فيفعل ما يشاء ووقت تعرى الأمور واكتشاف المستور والمواجهة يطلب الصفح ويعلق المبررات . ويسرد الأعذار ..
إن مسامحة الخائن هى المقامرة بعينها ..هى الخيبة المحققة ..والغباء العاقل .
من سامحت وعاد إلى خيانته ثانيا وسامحته فتأكدى أنه لن يتوقف لأنه أدمن حاله وأحب وضعه .. احذرى صديقتى فهو لن يتوقف وستنهار كل أسلحتك من ذكاء وجمال وأصول .. ووقتها ستكتشفين أنك أنت من خنت نفسك واخترت لها هذا الهوان الممتد لأنك لم تحسمى قرارك ومنحتى خائنك كل الصلاحيات ..وانت تنتظرين العفو . احسمى قرارك وابتعدى واتركيه لندمه على هروب صيده الثمين وركنه الهادىء .وفشله من أن يكون محترما بين الآخرين وعجزه على الوفاء والعهد . وخوفه من حساب الدنيا ونداء الضمير ..اتركيه ولن تندمى ..
أما أنت! ..هل تشعر بعد نجاح خيانتك أنك قد نجحت ؟؟ واستطعت استدراج ومغافلة الجميع دون أن يشك بك أحد ودون أن يدرك من حولك أنك تبطن عكس ما تظهر .. هل الخيانة متعة لايعرفها إلا الخائن أم هى عذاب لا يعرفه صاحبه إلا بعد فوات الآوان؟
هل الخائن مريض أم من سامحه هو المريض؟ وكيف ولماذا نخون ونبرر ونلتمس الأعذار لما وصلنا إليه من تدنى .. إن الخائن لن يرافقه غير الندم ولن يصاحبه إلا عذاب الضمير ولكن انتظرى.. اللحظة لم تأت بعد ..فهو يخون للخيانة نفسها ولا لشىء آخر غيرها . فقد أدمن لذتها وأيقن خطواتها واعتاد مهانها ..ونظرة من حوله.
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة