قال الكاتب الإسرائيلى ماتى شموئيلوف إن نفى النكبة الفلسطينية يثبت أن الديمقراطية الإسرائيلية تعود لليهود وحدهم، وأن إسرائيل تتصرف بعنصرية تجاه مواطنيها العرب.
واعتبر الكاتب- فى مقال بصحيفة (إسرائيل اليوم)- قرار وزير التعليم الإسرائيلى جدعون ساعر بإخراج مفهوم النكبة من المنهج التعليمى الرسمى لوزارة التعليم فى الوسط العربى؛ خطأ جسيما، وأضاف "حسب المشروع المعدل لقانون النكبة، وإن كان لا يوجد جانب جنائى فى إحياء يوم الاستقلال لإسرائيل كيوم حزن، إلا أن وزارة المالية يمكنها أن تمنع الميزانيات من مؤسسات تمول نشاطات تشكك بالطابع اليهودى والديمقراطى لإسرائيل".
وتابع "إن وزير التعليم الذى قرر إخراج مفهوم النكبة من مناهج التعليم الرسمى يؤشر إلى مرحلة أخرى فى سيطرة اليمين على أجهزة الدولة.. وفى ظل غياب بديل يسارى حقيقى والصمت الصاخب لحزب كاديما الذى يجلس ظاهرا- فقط- فى المعارضة؛ نشهد تدهورا إضافيا لحدود الخطاب الجماهيرى، وأن نفى النكبة سيثبت أكثر فأكثر الادعاء بأن الديمقراطية الإسرائيلية لا تعود إلا لليهود، وأن إسرائيل تتصرف بعنصرية تجاه مواطنيها العرب".
وقال الكاتب الإسرائيلى إن هذا القرار ينضم إلى سلسلة قرارات تشريعية من شأنها- فقط- أن تعمق المقاطعة الدولية على دولة إسرائيل، وأن محاولة الفرض على التلاميذ العرب الرواية الصهيونية يظهر أن إسرائيل ليست مستعدة بعد لأن تفهم مفهوم تعدد الثقافات".
وتساءل الكاتب الإسرائيلى ماتى شموئيلوف، فى مقال بصحيفة (إسرائيل اليوم)، "ما المنطق من نفى التدبير والأراضى التى أخذت من الفلسطينيين الذين كانوا يسكنون هنا؟ هل يمكننا أن نشطب من الكتب ذاكرة مئات آلاف اللاجئين؟.. لا يمكن شطب الذاكرة"، وأضاف "بدلا من استمداد الأمل من خطابات الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن إلغاء الفصل بين القوة والقيم فى أمريكا.. إسرائيل مرة أخرى تدير ظهرها للأخلاق.. تدير ظهرها للأخلاقيات وللتفكير اليهودى.. فى إسرائيل يوجد أناس يؤمنون
بأنه يمكن إدارة الظهر للتاريخ".
وتابع.."مرت أكثر من ستين سنة منذ أقيمت دولة إسرائيل، وهى لا تزال تتصرف مثل راعى البقر فى الغرب المتوحش.. وبدلا من أخذ المسئولية ومحاولة الوصول إلى حل وسط مع الشعب الفلسطينى، نشهد تشددا فى علاقات القوى بين الشعب اليهودى والشعب الفلسطينى بشكل عام وأكثر من مليون مواطن إسرائيل بشكل خاص".
وقال إن إحياء النكبة ليس مخصصا- فقط- للعرب.. وتساءل "كيف يمكننا أن ننخرط فى الشرق الأوسط إذا لم نكن قادرين على أن نسكن مع الشعب الذى يعيش معنا؟ ماذا سنقول للدول العربية وللدول الغربية؟"، وأضاف.."إذا لم نعترف بمعاناة الآخر سنعيش إلى الأبد من حرب إلى حرب.. من انتفاضة واحدة إلى ثانية وثالثة..على الصهيونية أن تفتح التفكير بالنسبة لحقيقة وجود قومية أخرى إلى جانبها (القومية الفلسطينية).. من أجل العيش معا يجب البدء بالعيش قبل كل شيء معا فى داخل كتب
التاريخ".