فى مناقشة دارت بين دانيال ليفى من مؤسسة أمريكا الجديدة، وديفيد فرام من معهد أمريكا إنتربرايز حول سؤال رئيسى، وهو هل يمكن للولايات المتحدة أن تكون وسيطا نزيها بين إسرائيل والعرب؟ دافع ليفى عن الموقف الأمريكى، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال تمد إسرائيل بكميات كبيرة من المواد والدعم الدبلوماسى، وأنها أفضل صديق لإسرائيل إلا أنها تستخدم نفوذها فى محاولة حمل إسرائيل على التخلى عن المستوطنات، الأمر الذى من شأنه أن يضر بمصالح إسرائيل والولايات المتحدة على حد سواء.
ومن جانبه ادعى فرام أن أوباما يبدو حتى الآن أنه ضد إسرائيل وأنه يكيل بمكيالين، ويرى فرام أن التهديد الحقيقى يتمثل فى إيران، ويدين أوباما لإسرافه فى تضخيم المحرقة اليهودية، مما يعد مبررا لتواجد إسرائيل.
ويتحدث فرام عن الادعاء الغريب بأن المستوطنات الإسرائيلية هى نتيجة للتعنت العربى والفلسطينى وليست السبب. ويقول إن إسرائيل لم يكن لديها خيار آخر سوى أن تمضى 41 عاما "ثلثى تاريخها" تشجع نصف مليون شخص على استعمار الأراض التى احتلتها عام 1967، وبتكلفة مليارات الدولارات وآلاف الأرواح.
وتعلق صحيفة فورين بوليسى على المناقشة التى تتلخص فى مسألة بسيطة، فهناك من يعتقدون أن المحاولة المستمرة لتثبيت إسرائيل الكبرى يشكل تهديدا حقيقيا على الوجود الإسرائيلى لأن اليهود سيشكلون أقلية فى الأراض التى يسيطرون عليها، مما يضطرهم إلى خلق دولة فصل عنصرى كاملة من أجل الحفاظ على الطابع اليهودى، ومثل هذه المخاوف تزداد بتنامى نفوذ الجماعات المحافظة والمتشددة من اليهود فى إسرائيل، والإشارة إلى أن أعدادا كبيرة من الشباب والإسرائيليين الأكثر علمانية يعيشون فى الخارج، وأيضا تزايد السياسات العنصرية التى يدعو إليها سياسيون أمثال وزير الخارجية الإسرائيلى أفيدجور ليبرمان.
وعلى الجانب الآخر هناك من هم إما يؤيدون بقوة إسرائيل الكبرى، أو من لا يعتقدون أن الاحتلال يشكل خطرا كبيرا على المدى الطويل، والمجموعة المشار إليها أولا تريد من الولايات المتحدة أن تستخدم قوتها ونفوذها فى دفع كلا الجانبين إلى تطبيق حل الدولتين قبل فوات الأوان، أما الثانية تريد من الولايات المتحدة أن تعمل فى المقام الأول ضد دول أخرى فى المنطقة وأن تحافظ على العلاقة الخاصة التى تعرف بأنها غير مشروطة والدعم غير المنتقد لأى شىء تحتاج إسرائيل أن تقوم به، فالمجموعتان ترى تهديدات مختلفة، وبالتالى تتغير مصالح السياسات الأمريكية جذريا.
فورين بوليسى: انقسام أمريكى حول نزاهة دور الولايات المتحدة فى المنطقة
الثلاثاء، 28 يوليو 2009 01:09 م