لم تكن تعلم الحاجة "نجوى" والدة محمد عبد الوهاب، عند ذهابها إلى مطار القاهرة فى 22 يونيو الماضى، أن أحدا سيمنعها من استقبال ابنها ويستقبله هو على طريقته ويقيده بالكلبشات ويقتاده إلى مكان مجهول ويحتجزه طيلة هذه المدة دون الإفصاح عن أى شىء.
الحاجة نجوى فى روايتها لليوم السابع عن تفاصيل القبض على ابنها قالت: إن عبد الوهاب كان على الطائرة القادمة من دبى وبصحبته اثنان من أصدقائه، وعند إنهاء إجراءات الوصول بمطار القاهرة ألقى عدد من أمن الدولة القبض عليه واقتادوه إلى غرفة خاصة واستمروا فى استجوابه طيلة 6 ساعات وأجبروه على التوقيع على ورقة خروج من المطار وقاموا "بكلبشته" ثم نقلوه إلى سيارة الترحيلات واقتادوه إلى مكان مجهول.
هذا السيناريو غير الطبيعى فى القبض على مواطن أثناء عودته إلى بلاده واحتجازه فى مكان مجهول دون الاتصال بأهله وإخبارهم بأسباب القبض، دفع بأسرته إلى الجنون والبحث وراء كل سبيل من أجل فك لغز الغموض.
تقول مدام نجوى أن خطة البحث عن محمد عبد الوهاب بدأت بالكشف عن وجود اسمه ضمن قوائم الترقب والوصول، والتى كانت خاليه منه ثم تلاها البحث فى مصلحة تنفيذ الأحكام عن أى أحكام قضائية صدرت بشأنه، وتضيف مدام نجوى أنها لم تجد أى حكم قضائى وحصلت من مصلحة تنفيذ الأحكام على شهادة بذلك.
ثالث الخطوات بحسب ما تقول مدام نجوى هو الكشف عن الأوراق الشخصية التى استخدمها فى سفره سواء بجواز السفر أو بإلاقامة "الفيزا" التى سمحت له دخول الإمارات العربية المتحدة.
صدور أمر باعتقال عبد الوهاب كان الخطوة الرابعة أمام والدته فى البحث عنه، إلا أن تلك الخطوة باءت بالفشل فعندما توجهت مدام نجوى إلى إدارة شئون المعتقلين بالقاهرة أكدوا لها أن ابنها لم يصدر بشأنه أى قرار اعتقال. ليبقى غموض القبض على عبد الوهاب من مطار القاهرة سؤالا يحتاج إلى إجابة، خاصة وأنه لم ينضم يوما لأى جماعة إسلامية أو يعتنق فكرا متطرفا سواء للجهاد أو للتكفير والهجرة، ولم يكن حتى على علاقة بمشبوهين داخل أو خارج البلاد من وراء تجارته فى الهواتف المحمولة حسبما تقول والدته، وهو الأمر الذى دفعها للجوء أخيرا إلى النائب العام لتجد إجابة حول السؤال الغامض، لماذا قبض عليه وأين اختفى؟