ويشيد بعقلية طلاب جامعة القاهرة...

روبرت فيسك ينتقد التخلف والفساد فى العالم العربى

الثلاثاء، 28 يوليو 2009 09:14 م
روبرت فيسك ينتقد التخلف والفساد فى العالم العربى تقرير روبرت فيسك الأقسى والأكثر حدة على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالدول العربية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثار تقرير التنمية البشرية العربية الخامس الذى صدر الأسبوع الماضى كثيرا من التعليقات فى الصحف الأجنبية متناولة الأوضاع فى الدول العربية من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، غير أن تعليق الكاتب المخضرم روبرت فيسك فى صحيفة الإندبندنت كان الأقسى والأكثر حدة، كما اعترف هو بنفسه.

فقد بدأ فيسك تعليقه بالقول: دعونا نتحدث بهذه الحدة المرعبة: لماذا العالم العربى متخلف جداً؟ لماذا يوجد حكام مستبدون كثيرون؟ وقليل جداً من حقوق الإنسان؟ وكثير جداً من أمن الدولة والتعذيب؟ ومعدل أمية مرعب؟ لماذا لا يزال على هذا المكان التعيس للغاية، والغنى جداً بالنفط أن يفرز حتى فى عصر الكمبيوتر شعبا ضعيفا جداً من الناحية التعليمية وفاسدا للغاية، ويعانى من نقص التغذية؟

ورغم اعتراف فيسك بتاريخ الاستعمار الغربى والمؤامرات السوداء للغرب والجدال العربى بأنه لا يمكن مخالفة الشيوخ والملوك والحكام الدينين والأئمة والأمراء عندما "يكون العدو على الأبواب"، إلا أنه يرى أن هذه الحقيقة غير كافية.

واستعرض الكاتب البريطانى أبرز ما ورد فى التقرير الذى شارك فى إعداده عدد من المحللين والأكاديميين العرب، مشيراً إلى تركيزه على الهشاشة السياسية والاقتصادية والبيئية فى المنطقة.

وأضاف فيسك أنه شاهد أكثر بكثير مما ورد فى التقرير بنفسه، فعندما جاء إلى الشرق الأوسط لأول مرة عام 1976 كان مزدحماً بما يكفى، فكانت شوارع القاهرة مليئة بالدخان، شوارعها مكتظة ليلاً ونهارا،ً مع وجود ما يقرب من مليون شخص يعيشون فى المقابر العثمانية الكبيرة، بيوت العرب نظيفة لكن شوارعهم ليست كذلك، حيث توجد القذارة والأوساخ، حتى فى لبنان الجميلة التى يوجد بها نوع من الديمقراطية، وأبناؤها أكثر تعليماً وثقافة، إلا أن الظاهرة لا تزال موجودة.

انتابنى الشك أن يكون أصل المشكلة فى العقل العربى، فهم لا يشعرون ببلدانهم، اعتقدت أنهم لا يشعرون بالإحساس بالانتماء الذى يشعر به الغربيون، والأهم من ذلك أنهم غير قادرين على اختيار نواب حقيقيين لهم حتى فى لبنان خارج السياق القبلى أو الطائفى، يشعرون أنهم محكمون.

ويمضى فيسك فى القول إن التقرير الأول للتنمية البشرية العربية الذى صدر عام 2002 كان محبطاً للغاية وأشار أن هناك ثلاثة عوائق أمام التنمية البشرية فى العالم العربى، وهى المعرفة وحقوق النساء والحرية؟ وأجاب على تساؤل حول ما إذا كان حل الحرب العربية الإسرائيلية سيحل هذه المشكلات بأنه ربما يحل بعضاً منها؛ فبدون التحدى المستمر للأزمة، سيكون من الصعب الاستمرار فى تجديد قانون الطوارئ وتشتيت الشعوب التى ربما قد تقوم بالتغيير السياسى الساحق.

ويشير الكاتب أنه فوجئ بعقلية طلاب جامعة القاهرة اللامعة، حيث كان يلقى محاضرة فى نفس المكان الذى ألقى فيه أوباما خطابه الشهر الماضى، وأن هناك الكثير من الإناث فى المحاضرات وأنهن يتمتعن بثقافة جيدة وإن كان الكثير من الطلاب يريدون الانتقال إلى الغرب، وربما كان القرآن وثيقة لا تقدر بثمن؛ لكن الكارت الأخضر الذى يمنح حق الحياة فى أمريكا- كذلك أيضا على حد تعبير فيسك-.. ومن يستطيع أن يلومهم وشوارع القاهرة مليئة بخريجى كليات الهندسة الذين يعملون كسائقى سيارات أجرة؟

نعم بإمكان حل الصراع العربى الإسرائيلى وتصحيح الاختلالات المرعبة الموجودة فى المجتمع العربى؛ لكن هناك الكثير من المشكلات التى يجب حلها أيضا منها العنف الأسرى الذى أصبح أكثر انتشاراً فى العالم العربى من الغرب.

وفى النهاية يقول الكاتب، إن على الغرب أن يتخلى عن الشرق الأوسط عسكرياً، بكل وسائل وإرسال المدرسين الغربيين إلى العرب، وكذلك العلماء فى المجالات فى المختلفة، وإعادة الجنود إلى بلادهم، فالعرب لا يتحدون ولكنهم ينشرون الفوضى نفسها التى أدت إليها المظالم الذى غذت به القاعدة العالم.

بالطبع لن يحقق العرب أو الدول الإسلامية الأخرى خارج العرب مثل إيران وأفغانستان المساواة بين الجنسين أو تسودها الديمقراطية كما يريد الغرب، لكن إطلاق سراحهم من وصاية الغرب، قد يساهم فى تطوير مجتمعاتهم لصالح الشعوب التى تعيش فيها، وربما يمكن أن يعتقد العرب حينئذ أنهم يمتلكون بلادهم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة