أكد عدد من النشطاء النوبيين، أن قيام الدكتور مصطفى السيد محافظ أسوان بإحالة بحر الأمير وكيل مديرية الشباب والرياضة إلى النيابة الإدارية بعد إهانته شابا نوبيا "لا يكفى" مشيرين إلى أن الدولة مطالبة باتخاذ خطوات جادة تجاه ما وصفوه بـ"التمييز" ضد أبناء النوبة.
وقال عبد الرحمن الشريف المتحدث باسم اتحاد "شباب من أجل النوبة" تحت التأسيس إن عبارة "بربرى" التى أطلقها مسئول الوزارة على حازم محمد عثمان، عضو مجلس إدارة مركز شباب قرية "دهميت" تطلق دائماً على النوبيين بغرض الإهانة، ويسخدمها الناس ضد أى مواطن نوبى عندما تحدث بينهم خلافات.
وأشار الشريف إلى أن ما حدث فى مديرية الشباب بأسوان أكبر من مجرد توجيه إهانة لشخص نوبى، بل هو جزء مما يلاقيه النوبيون فى الإعلام المصرى الذى لا يحترم الثقافة النوبية، وهو ما دفع عدد من الشباب النوبى لعمل وقفة احتجاجية فى 6 أبريل الماضى أمام وزارة الإعلام.
مشيراً إلى أن هذا المبنى العظيم لا يوجد به مذيع واحد نوبى، وأن المطرب محمد منير نفسه أكد فى أكثر من حوار أنه تأخر فى الظهور أربعة أعوام بسبب لونه.
وقال المتحدث باسم اتحاد "شباب من أجل النوبة" "لدينا إحساس أن مصر تنكر أنها سمراء" مبدياً دهشته من عدم وجود أفلام عن النوبة مثلما هو الحال مع الصعيد وبور سعيد مثلاً.
وأضاف "نركز من خلال اتحاد شباب من أجل النوبة، والذى يضم نوبيين وغير نوبيين على الدعوة لاحترام الثقافة النوبية التى هى جزء لا يتجزأ عن ثقافة مصر" إلا أن الشريف يؤكد من الناحية الأخرى ضرورة إقالة موظف الشباب والرياضة من منصبه.
ومن جهته نفى الأديب النوبى حجاج أدول وجود مبالغات فى رد فعل النشطاء النوبيين على واقعة مديرية الشباب، وقال إن ثلاثة ملايين نوبى تعرضوا للسب العلنى على يد هذا المسئول، لأنه قال له "النوبيون برابرة" وكررها ثلاث مرات، وهذا الأمر لا يحله مجرد اعتذار من المحافظ، أو تحقيق إدارى ينتهى بتوقيع جزاء، بل عن طريق وضع خطة عمل منظمة للقضاء على إهانة أبناء النوبة بكل شكل من الأشكال.
مشيراً إلى أن الاجتماع الطارئ الذى تقرر عقده بمشاركة لجان المتابعة النوبيين الأسبوع المقبل سيناقش هذا الأمر بالتفصيل.
وأشار سمير العربى عضو لجنة المتابعة بالقاهرة، إلى وجود نية لعمل مشروع قانون لمكافحة التمييز على أساس العرق، أسوة بالتمييز الدينى، مؤكداً أن النوبيين ليسوا وحدهم الذين يتعرضون لإهانات بسبب كونهم نوبيين، بل تتعرض له جماعات أخرى مثل "الصعايدة، والفلاحين".
وأبدى العربى دهشته مما وصفه بالإهمال الذى تصرف به محافظ أسوان فى واقعة مديرية الشباب، وقال على الرغم من أن الأهالى تقدموا بشكاوى فورية للمحافظ، فإنه لم يتدخل إلا بعد 7 أيام، وبعد أن أثير الموضوع فى الإعلام.
إلا أنه أكد أن هناك توجها من بعض مؤسسات الدولة لبحث مطالب أبناء النوبة، وعمل دراسات عنها، وهو مؤشر إيجابى، مشيراً إلى أن الاجتماع الطارئ للجان المتابعة سيسعى إلى وضع أجندة مطالب محددة للنوبيين لعرضها على المسئولين، وقال "هذه المطالب ليست ثقافية فقط، وإنما تتضمن نصيب النوبيين فى التنمية أيضاً" مؤكداً أن الرئيس مبارك أعلن هذه الحقوق، إلا أن التنفيذيين لا يطبقون توجيهات الرئيس.
وهو ما أكده طارق أغا ممثل حزب الوفد فى النوبة، وواحد من المشاركين فى الاجتماع الطارئ، وأشار أغا إلى أن جزءا كبيرا من النقاشات فى الاجتماع الطارئ سيركز على صياغة تصور نهائى لمطالب أبناء النوبة، وبحث كيفية تنفيذها، وعلى رأس تلك المطالب تفعيل توجيهات الرئيس مبارك فى تنمية النوبة.
وقال أغا إن المشكلة الحقيقية تكمن فى أن الحكومة تتعامل مع أبناء النوبة على أنهم "آخر" بينما نرفض نحن أن نكون كذلك، كما نرفض أن يتم التعامل مع مطالبنا على أنها مجموعة من المستحقات التى تعطيها لنا الدولة، ونمضى إلى حال سبيلنا.
وقال أغا إن الحكومة فى وادى كركر منحتنا 3500 فدان لصالح 5000 أسرة، لكنها لم تنظر إلى كيف سيقوم هؤلاء بتعمير الأراضى، وهل ستكفى تلك الأراضى لتحقيق تنمية لأبناء النوبة.
ووصف أغا مشروعات التنمية فى النوبة بأنها "عشوائية" وبلا دراسة، وأن المستثمرين الذين يتملكون الأراضى هناك "انتهازيون" ولا يهدفون من خلال مشروعاتهم إلى تنمية أبناء النوبة.
أخبار متعلقة:
استنكار نوبى من الهجوم على "قانون الازدراء"
مشروع قانون لمنع ازدراء النوبيين
النوبيون منقسمون حول مشروع قانون "العمدة" الذى يمنع ازدراءهم
النوبيون يطالبون بخطة عمل منظمة للقضاء على الازدراء والتمييز ويتساءلون: لماذا لا ينفذ المسئولون توجيهات الرئيس بشأن تنمية النوبة ؟
الثلاثاء، 28 يوليو 2009 09:14 ص