ويروون تجاربهم خلف القضبان

المثقفون يتضامنون مع "أبو فجر"

الثلاثاء، 28 يوليو 2009 03:47 م
المثقفون يتضامنون مع "أبو فجر" صنع الله إبراهيم: تجربة سجنى أهم تجربة فى حياتى
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثار البيان الذى وقعه عدد من الأدباء والناشطين السياسيين للتضامن مع الروائى السيناوى المعتقل مسعد أبو فجر مؤسس حركة "ودنا نعيش" الناطقة باسم "بدو سيناء" الكثير من ردود الأفعال داخل الوسط الثقافى، وأبدى الكثير من المثقفين تضامنهم مع أبو فجر خاصة من لهم تجارب فى الاعتقال مثله، اليوم السابع أبحر فى ذكريات اعتقالهم وبدوا وكأنهم يحكون عن تجربة أبو فجر وعن تجربتهم فى آن، وعلى الرغم من اتفاقهم على أن "السجن" تجربة مريرة وقاسية أخذت من وقتهم الكثير، واقتطعت من أجمل أيام عمرهم، إلا أنهم اتفقوا أيضا على أنها تجربة ثرية ساهمت فى تشكيل شخصياتهم وجدانهم وذاكرتهم.

أكد الأديب صنع الله إبراهيم، أن تجربة السجن كانت أهم تجربة فى حياته، وقال: تم سجنى عدة مرات لفترات قصيرة، إلى أن جاء عام 59 الشهير الذى أصبح تاريخا محفورا فى عقول كل مثقفى العالم العربى، وقضيت خمسة أعوام ونصف العام من 1959 إلى 1964 داخل أسوار المعتقل، وذلك فى سياق حملة شنها عبد الناصر ضد اليسار واليساريين، وإلى فترة الاعتقال ترجع الصداقة التى نشأت بينى وبين الكاتب كمال القلش ورءوف مسعد وكذلك شهدى عطية الشافعى الذى مات إثر التعذيب. وعن مسعد أبو فجر قال: أنا من أوائل الناس الذين تضامنوا مع "مسعد" ووقعت فى البيان، واختتم "هذا النظام القمعى لن يستمر ولن يكتب له البقاء ما دام يقهر مثقفى مصر وأبناءها.

مزيداً من تفاصيل اعتقال اليساريين يرويها لنا الكاتب الكبير صلاح عيسى الذى قال ضاحكاً: اعتقلت خمسة مرات، فعن أى تجربة تريديننى أن أتحدث؟ واستطرد: أول مرة فى أكتوبر 1966 بتهمة كتابة مقالات مناهضة للثورة فى مجلة "الحرية اللبنانية" بعنوان "الثورة بين المسير والمصير"، وفى أعقاب ذلك حدث لغط كبير فى الحياة الثقافية فعرضت المقالات على "ناصر" الذى كتب عليها "يعتقل ويفصل"، المرة الثانية كانت بتهمة الانتماء إلى تنظيم سرى يسارى واعتقل معى عدد كبير من المثقفين والأدباء، وخرجنا بعد 6 أشهر عندما تدخل المفكر الفرنسى الكبير جان بول سارتر، وحدث ناصر بشأننا فأفرج عنا، بعدها بعام أعيد اعتقالى بتهمة المشاركة فى مظاهرات فبراير 1968 وسجنت 3 سنوات، وقال "ناصر": الواد ده مش هيخرج من السجن طول ما أنا عايش"، وبالفعل أفرج عنى عام 1971 بعد وفاته، عام 1975 أعيد اعتقالى مرة ثالثة ووجه إلى اتهام مناهضة وزارة الثقافة، وفى مظاهرات 17،18 يناير 1977 اعتقلت مرة رابعة بعد هروب دام 10 أشهر، فى أول عام 1981 اعتقلت للمرة الخامسة بتهمة توزيع منشورات فى الجناح الإسرائيلى لمعرض الكتاب، ووجهت إلى تهمة القيام بعمل عدائى ضد دولة صديقة "إسرائيل"، وكانت أول تهمة من هذا النوع بعد معاهدة السلام، وبعد أن خرجت فى نفس العام، ثم قدمت للمحاكمة من جديد فى سبتمبر بتهمة التحريض على الفتنة الطائفية ومهاجمة مصر فى صحف عربية وقتل السادات، وأنا فى المعتقل، وخرجت بعد تولى "مبارك" الحكم، والحمد لله لم أعد إلى السجن إلى الآن.

"تجربة قاسية ومريرة جداً" هكذا عبرت الأديبة بهيجة حسين عن تجربتها فى الاعتقال، وبصوت يملؤه الحزن قالت "اعتقلت عام 1975 ضمن نشطاء الحركة الطلابية، وعلى الرغم من كونها تجربة فريدة، إلا أننى لا أتمنى أن تتكرر فهى شديدة القسوة ومهينة، وقالت: تم وضعى فى زنزانة لا أعرف حدود العالم خارجها، ولا متى سأخرج منها، وأضافت: ليس من حق أحد أن يحتجز مواطناً بعد انتهاء التحقيق، ومن حق كل مواطن أن يحاكم أمام قاضيه الطبيعى، ولكنها علامات الدولة البوليسية، واختتمت كلامها قائلة: أنا أتضامن مع أبو فجر وأضمن توقيعى على البيان.

لأن العصر اختلف، فمن الطبيعى أن تختلف أسباب وطرق وتهم الاعتقال، ولكن الاعتقال بتهمة "حيازة البالونات" كان من التهم الغريبة والمضحكة أيضا تحدث الشاعر والناشط السياسى صاحب مدونة "أوراق مفكر صعلوك" رامى يحيى عن ملابسات اعتقاله قائلا: قبل الاستفتاء على تعديل المادة 76، كتبت فى مدونتى "الدين لله والجليطة للجميع"، الحكومة "بتشتغلنا" فنحن نعيش تمثيلية كبيرة نلعب فيها دور الشعب وتلعب الأحزاب دور المعارضة، فقررت أن أبتكر طرقاً جديدة للتعبير عن الغضب ومنها "الحلل والمعالق"، وأنت ذاهب إلى عملك تأخذ حلة وملعقة، وتطرق بها تعبيراً عن الاحتجاج، مرة أخرى اقترحت أن ننظم وقفة احتجاجية "بالمايوهات" ثم كتبت فى مدونتى مقالة أخرى بعنوان "دعوة أخرى للجليطة" "إحنا اتنفخنا نفخ بلالين"، واستخدمت البالونة للتعبير عن الغضب وليلة إضراب "6 أبريل"، وبعد التنسيق مع عمال المحلة، نفخت أنا وزوجتى أكبر عدد من "البالونات" وكتبنا عليها شعارات من نوعية "فقر، جوع، بطالة"، فوجدت الأمن يطاردنى كما لو كنت "خُط الصعيد"، وقبض على الضابط فسألته: ليه؟ فقال "إحنا شرطة مكافحة البلالين يا روح أمك"، وأثناء اعتقالى تم الترويج لإضراب "4 مايو" من قبل بعض الناشطين، فمددت فترة احتجازى حتى مر هذا اليوم بسلام، بعدها عادى خرجت ونزلت التحريرـ وروحت "أشيش"، وعن اعتقال مسعد أبو فجر، قال: وقعت فعلا على البيان وسنستمر فى إصدار البيانات حتى يعود مسعد إلى ابنته الجميلة".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة