تأملت فى وجوه الناس فرأيت الحزن والهم قد كساهما، ونظرت إلى المعاملات فوجدت الكذب والنفاق قد غلب عليهما. واستمعت إلى أحاديثهم وحواراتهم فبرز الفاحش من القول والسباب عنوانهما. وغاب اللين وظهرت الشدة والقسوة، ودفنوا الاحترام والتقدير فلم نعد نرى إلا السخرية وسوء الأدب.
والكل يجرى والكل مكتئب.. قتل وسرقة واغتصاب ونهب وغش وكذب ونفاق. لماذا أيها الإنسان تلوث الحياة ونفسك بتلك الموبقات، أليس من حقك وأقرانك من بنى الإنسان العيش فى طمأنينة وسلام؟ لماذا تحرم نفسك من راحة الضمير وسلامة الطبع والتمتع بحب الخير والجمال؟ غير حياتك وجددها وأجعلها صفحة جديدة مع الله، رد المظالم والحقوق لأهلها، وكفاك ما فاتك من عمرك الذى ضيعته بين الضلال والأوهام فلم يعد فيه الكثير، قف بالباب وأطرق عليه بشدة وإلحاح، فإذا كنت قد طرقت أبواباً فغلقت فى وجهك فهناك باب لا يخذل طارقيه لأن صاحبه جواد كريم إنه باب الله الواحد الديان جل جلاله، مهما كثرت ذنوبك فلا تيأس لأنه قال «قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً، إنه هو الغفور الرحيم» صالح نفسك والناس وابدأ بالأقرب فالأقرب، وانس إساءة الآخرين إليك لا من أجلهم، ولكن من أجل نفسك، فأمراضنا وشقاء حياتنا كثيراً ما تكون من صنع أيدينا وأفكارنا، فهل تعلم أن أمراضك العضوية أسبابها نفسية ناجمة عن طريقة تفكيرك واختياراتك، إن الإحساس براحة الضمير والتمتع بالهدوء والسكينة، أمور لا تقدر بمال لو كنا نعقل أو نفهم.. فقط اقترب من الله.
علاء الطاهر مفتاح - الأقصر
