اليوم السابع مع أهالى "البرادعة".. قرية التيفويد وتلوث المياه والإهمال وتضارب تصريحات المسئولين

الإثنين، 27 يوليو 2009 02:33 م
اليوم السابع مع أهالى "البرادعة".. قرية التيفويد وتلوث المياه والإهمال وتضارب تصريحات المسئولين كل شىء بالقرية يدعو للخوف
القليوبية- حسن عفيفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظلت قرية البرادعة قرية هادئة حتى أيام قليلة فهى قرية تبعد عن مدينه القناطر الخيرية بالقليوبية حوالى 8 كم حيث إن سكانها والبالغ عددهم 30 ألف نسمة يعملون بالزراعة والمعمار.

فجأة تحولت القرية الهادئة إلى بركان من قلق وذعر، فهاجم مرض التيفويد المعدى القرية وأصبح أهالى القرية الصغيرة ساكنى مستشفيات الحميات دون علمهم بسبب هذا الوباء، فكالعادة تضارب شديد فى تصريحات المسئولين عن إعداد المصابين أو سبب الإصابة، فبعضهم يقول إن الأعداد المصابة 20وآخر يقول 26 وثالث ينفى وجود إصابات من الجذور أما أسباب الإصابة فتجد من يصرح بأن المياه هى السبب، وآخر يقول الطعام ملوث، وثالثا يقول الهواء؛ وكأن الرأى العام ينقصه التشتيت وتضارب الأقوال.

الغريب والذى لم يلاحظه أحد من المسئولين أن كل شىء يدعو للخوف؛ فالمياه بطبيعة الحال لا يعرف أحد مدى صلاحيتها للاستهلاك الآدمى، وهل اختلطت بالصرف الصحى أم لا!! أما الطعام فامتلأ بالكيماويات، ومن جهة المصارف فهى تحتضن القرية الصغيرة وتزينها القمامة والحيوانات النافقة تحتفل بها ولذلك كل ما بوسع أهالى القرية أن يحمدوا الله على كل هذه النعم.

حقا إن الله مع الصابرين فهل هناك أحد من المسئولين بجانب هؤلاء الصابرين، والأهالى من جانبهم أكدوا أنهم يعيشون فى مأساة حقيقية تستلزم تدخلا عاجلا من قبل المسئولين.
يقول عادل يحيى عضو المجلس المحلى بالقرية: الخوف يسيطر علينا ولم نجد من يساعدنا ولم نجد أى تصرف من المسئولين غير قطع المياه عنا، ونحن الآن نعانى من العطش وأصبحنا تحت رحمة مافيا بيع مياه الشرب حتى بعد قرار المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية بعودة المياه للقرية؛ إلا أننا نخاف من استخدام هذه المياه فى الشرب؛ وذلك بسبب إعلان المسئولين فى البداية أن المياه هى السبب فنقوم بشراء جركن المياه بـ5 جنيهات بدلا من جنيه واحد.
ويقول أستاذ أحمد عبد الستار المحامى من أبناء القرية: لقد فقدنا الثقة فى المسئولين، وذلك بسبب تضارب تصريحاتهم وعدم وجود اهتمام بالقدر الكافى بصحة المواطنين؛ فالقرية مليئة بأكوام القمامة والحيوانات النافقة.

فى سياق متصل قام أحمد خضر عضو مجلس محلى القرية بمحاولة الاعتداء على د. رجب الخولى مدير صحة البيئة، واتهمه بالتقاعس عن مواجهة الموقف وتمكن رجال الشرطة من إنقاذ الخولى من الاعتداء ورفض خضر وبعض الأهالى مغادرة د. رجب القرية إلا بعد توصيل المياه إلى القرية.

فيما واصل الأهالى اعتراضهم وتذمرهم من عدم استقرار ضخ المياه واستمرار انقطاعها بشكل متكرر وعدم وصولها إلا لفترات قصيرة عكس ما أكده المسئولون بعودتها.

واستمرار لجوئهم لشراء جراكن المياه والحصول على احتياجاتهم من فناطيس المياه.

أما الحال داخل المستشفيات التى لجأ إليها المرضى فلا يسر عدوا أو حبيبا، واستمرت الشكوى بأن الحالات المرضية فى تزايد والمستشفيات تمتنع عن استقبالهم لعدم وجود أسِرَّة، ويكتفى الأطباء بصرف أدوية خفض الحرارة والمسكنات وطلب إجراء التحاليل من الخارج.

وعلى الرغم من اشتعال الأزمة استغلت بعض الصيدليات ومعامل التحاليل الموقف وقامت برفع أسعار الأدوية والتحاليل بواقع 2 جنيه فى ظل غياب الرقابة عليها .
فداخل مستشفى قليوب تجد عجب العجاب؛ فالعنابر ممتلئة عن آخرها ويختلط بها الحابل بالنابل فلا تستطيع أن تفرق بين المرضى وذويهم ولا توجد أى إجراءات وقائية لمنع انتشار المرض.

تقول آمال محمد على إبراهيم (45 سنه): تم احتجاز كل أفراد أسرتى؛ أبنائى وزوجى لإصابتهم بالتيفويد منذ حوالى أسبوع، ونحن فى أمس الحاجة للعلاج، ولا توجد رعاية كافية بالمستشفى ونطالب بالتخلص من الوباء بشكل سريع لرحمتنا ورحمة أبنائنا.
أما أحمد عبد الله السيد فيقول: لى ستة أبناء محتجزين بالمستشفى ولكن هناك نقصا فى بعض الأدوية المهمة كالمضادات الحيوية والتى نضطر لشرائها من الخارج والتى نعانى من ارتفاع أسعارها.
الطفلة صفاء محمد على (10سنوات) تقول: إنها موجودة بالمستشفى هى وأخوها محمود منذ (3 أيام) وإن أمها تجلس معهما وتترك باقى إخوتها بالمنزل، أما سامية محمد صادق فقالت: ابنى وابن شقيقى أصيب بالمرض ولا نعرف السبب، وناشدت المسئولين التدخل العاجل لإنقاذها وإنقاذ أبناء قريتها، وشعبان عبد الله (26 سنة) فقال: اضطررت لتأجيل زفافى بسبب مرضى ومرض خطيبتى بالتيفويد وأرجو أن أتماثل للشفاء حتى أتزوج سريعا.
أكد د. ممدوح خلاف وكيل وزارة الصحة بالقليوبية؛ استقرار حالة المصابين بالحمى التيفودية بمستشفى حميات قليوب، والخرقانية، مشيرا إلى أنه تم خروج (28 حالة) من قليوب، وبقاء 16حالة تحت الملاحظة وجارية متابعة (35 حالة) محتجزة بحميات الخرقانية منها 8 حالات تم استقبالها أمس، 5 حالات تم استقبالها اليوم، بذلك يكون إجمالى المحتجزين بالمستشفيات حوالى 51 حالة تحت الملاحظة بعد سحب عينات منهم لتحليلها والتأكد من إصابتهم من عدمه.

وأكد خلاف أنه سوف يتم السيطرة على المرض خلال هذا الأسبوع على الرغم من توقعه زيادة حالات الإصابة خلال الخمسة أيام القادمة معللا ذلك بأنها فترة احتضان المرض وانتشار فرق الطب الوقائى بالقرية وتقسيمها إلى 4 قطاعات للسيطرة على مصدر المرض والكشف على المترددين من أهالى قرية البرادعة على المستشفيات والوحدة الصحية بالقرية.

على جانب آخر أكدت نجوى العشيرى رئيس مدينة القناطر استمرار عمليات إصلاح الشبكة وغسله بالكلور يوميا وشددت على أن إغلاقها جاء بناء على مذكرة من وزارة الصحة بغلق المياه وعدم استخدامها وتوفير بديل، وبعد انتهاء أسباب المشكلة وتطهير الشبكات تم إعادة ضخها

أضافت العشيرى أنه تم إزالة 50 طلمبة حبشية من منازل القرية حتى الآن وأنه تم الاستعانة بالشرطة لتأمين مسئولى المجلس أثناء عمليات الإزالة نظرا لوقوع مصادمات بين الأهالى والموظفين، كما تقرر الاستعانة بالرائدات الريفيات للتوعية بين الأهالى بخطورة استخدام مياه الطلمبات.

ظهور 15 حالة إصابة جديدة بالتيفويد






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة