بدأ الأسبوع الماضى على المسرح الكبير بالأوبرا عرض مسرحية براكسا للفنانة الشابة بشرى والمخرج نادر صلاح الدين وهو العمل الأول من نوعه فى مصر الذى يضم جميع أنواع الفنون من رقص وغناء وتمثيل فى عمل فنى واحد ومن إنتاج شركه تياترو وحول تقدم مخرج العرض لهذه الخطوة وقلة هذه الأعمال فى مصر أجرى اليوم السابع هذا الحوار مع مخرج العرض نادر صلاح الدين.
بالرغم أن الأعمال الغنائية المسرحية قليلة فى مصر إلا أنك أقدمت على هذه الخطوة فما الذى شجعك على ذلك؟
المسرحيات الغنائية عادة ما تحتاج إلى جهد كبير من أجل إخراجها بالصورة المطلوبة، ولكى نصل إلى هذه الصورة كان لابد لنا من الاستعانة بأسماء كبيره تساعدنا على تقديم هذا العرض، فلم يكن فى الإمكان تقديم هذا العرض الضخم دون الاستعانة بهم، فقد اخترنا الفنان هشام جبر لعمل الألحان الموسيقية للعرض لما يحمله من خبرات كبيرة على المسرح الموسيقى، بالإضافة لكونه قائد الأوركسترا بدار الأوبرا المصرية، وتم اختيار الفنان محمود سامى لعمل الإكسسوارات للعرض والأزياء كما أنه حاصل على الدكتوراه من النمسا فى هذا المجال، وتم الاستعانة بالفنان الشاب تامر فتحى لتصميم الرقصات.
مسرحيه "براكسا أو مشكله الحكم" هى مسرحية للكاتب الراحل توفيق الحكيم وقد كتبها فى عام 1939 وكان يقصد بها هدف معين فى تلك الفترة ولكن الوضع الآن مختلف فما هى الرسالة التى تقدمها المسرحية فى هذا الوقت؟
هذا النوع من المسرح وهو المسرح الغنائى يقدم كل أنواع من الرقص وتمثيل وغناء، وكل ذلك فى عمل واحد من خلاله أستطيع أن أقول لك رسالتى وعلى الجمهور فهمها بطريقته، أما أن أقول الهدف الأساسى من العرض بطريقة مباشرة فذلك شىء غير صحيح؛ لأن المشاهد يرى المسرحية ويستطيع أن يصل بنفسه إلى استنتاج الرسالة، كما أن تقديم هذا الكم الكبير من الفنون فى عمل واحد بالإضافة إلى الديكور والأزياء وإكسسوارات يعد هدفا فنيا فى حد ذاته.
ولكن البعض يرى أن هناك تلميحات سياسية فى العرض أو بعض الإسقاطات فهل هذه الرؤية سليمة؟
أنا أرى أن ما يسمى بالتلميحات السياسية والإسقاطات اختفت من الفن تماما؛ لأنك إذا فهمتها لم يعد ذلك إسقاطا ولكن ذلك لا يمنع أن يكون للمسرحية هدف، وهدفها الأول هو الإمتاع؛ لأنك كما ذكرت تشاهد جميع أنواع الفنون فى عمل واحد، أما الإسقاطات فأنا لا أميل إليها؛ لأنها أصبحت "موضة" قديمة.
ولكن المتعة الحقيقية من الفن هى أن تقدم رسالتك بطريقة غير مباشرة، وليس بشكل واضح وصريح..؟
هذا صحيح، ولكن العمل غير المباشر إذا قدم بشكل فج يجعلك لا تحبه أما إذا قدم بطريقه فنية تهدف من ورائها إلى الإمتاع أولا ثم إلى تقديم رسالة فذلك يستهوى جمهور المسرح.
وفى رأيك ما الذى جعل هذا النوع من الأعمال قليلة فى مصر؟
وجود هذا النوع من المسرحيات شىء فى غاية الصعوبة لأنه يحتاج إلى الإمكانيات المادية ولكنه ليس نقصا فى الإمكانيات البشرية إطلاقا لأنها موجودة بالفعل كما رأيت فى العرض، فجميع العاملين فى المسرحية أجادوا إجادة تامة وبذلوا جهدا كبيرا حتى يخرج بهذا الشكل وهذا يدل على وفرة الإمكانيات البشرية فى مصر، ولكن المشكلة الحقيقية فى الماديات.
ومن المسئول عن هذه المشكلة فى اعتقادك؟
فى رأيى أن المنتج هو المسئول الوحيد عن نقص هذه الأعمال على المسرح المصرى؛ لأنهم دائما لا يميلون إلى التجديد فينتابهم الشعور بالخوف بحجة أن الجمهور لم يعتد على هذا النوع فيضع الورق فى أدراج مكتبه خوفا من الخسارة، أما فى مسرحية "براكسا" فالوضع يختلف فالمنتج تحمس من البداية للعمل وكان حريصا على تقديمه بغض النظر عن العائد المادى، فالمكسب سيأتى فيما بعد ولكن الأهم هو التطوير والتجديد وهدفنا الأساسى هو عودة جمهور المسرح بعد أن انصرف عنه.
كيف جاء اختيارك للفنانة بشرى لتجسد دور براكسا؟
اختيارى لبشرى لتقوم ببطولة هذه المسرحية جاء على أساس قدرتها الفنية فهى فنانة تجيد الغناء والرقص الاستعراضى بالإضافة لقدرتها التمثيلية وحضورها الجيد على المسرح، فأنا لم أجد أنسب منها لتجسيد الشخصية
وماذا عن تقييمك لباقى فريق العمل؟
أنا راض جدا عن أدائهم وفى غاية الفخر بهم ولكن أترك للجمهور والنقاد مسألة التقييم.
ولماذا اخترت دار الأوبرا لعرض المسرحية؟
جاء اختيارنا للأوبرا على أساس أنها البيت الكبير والأصلى لمثل هذه الأعمال.
ولماذا ستقدم المسرحية فى عشرة أيام فقط؟
ضاحكا: (معناش فلوس لأكتر من كده).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة