عمرو جاد

حركة "فتاس"

الأحد، 26 يوليو 2009 10:26 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمنعنى ألم فى أسنانى من الجز عليها غيظاً وغضباً من الاستمراء الذى تتلذذ به حركتا حماس وفتح لبرودة التكييفات فى فنادق القاهرة، بينما النيران الإسرائيلية فى غزة تكفى لصهر أعتى القلوب القاسية، ووفود كلا الحركتين يتمرغون فى المراتب الصحية ويغرقون فى البانيوهات الفاخرة، ويلتفون بالفوط المخملية التى توفرها لهم الدارة المصرية فى أماكن ضيافتهم، كما أننى تقريبا توقفت عن "حرق" أعصابى جراء تصرفاتهم لأننى أكره الأدوية المهدئة، وظروفى المادية تمنعنى من تناول الليمون باستمرار.

"نحن متفقون على المفاهيم ولكننا نختلف على الصياغات".. الله ما أروع هذا التصريح الصحفى الذى قاله أحد كوادر الحركتين بعد إحدى الجلسات المكوكية للمصالحة، وهو يتلمظ كذبا يخفيه ببعض من الحكمة والثقة التى تذكرنى بلافتات "علاج البواسير بدون ألم"، فالواقع يقول إن الألم والبواسير لا يفترقان أبدا، نفس الأمر مع مؤتمرات "المناطحة" بين فتح وحماس، فكلاهما لا يريد الابتعاد عن دائرة الضوء التى يقف فيها الآخر، وكلاهما يستفيد إعلامياً من التسكع ذهابا وإيابا بين القاهرة والأراضى المحتلة، ليقنعوا العالم كله أنهم مشغولون برأب الصدع، إنما هم فى الحقيقة أصبحوا صداعاً دائماً فى نشرة أخبار الثانية عشرة ظهراً، فهم يحاولون إظهار العداء لبعضهم باستمرار لتصبح "المصالحة" هى المولود الذى ننتظره جميعا بعد شهور من المخاض، وتختزل القضية الفلسطينية فى مجرد عناق بين أبنائها أمام الكاميرات، لا أدرى لماذا يتملكنى اعتقاد قوى أن تكاليف جولات المصالحة الزائفة هذه تكفى لإطعام أهل غزة عامين كاملين.

من أجل هذه التصرفات أصابنى القلق، حينما قرأت تصريحاً للرئيس مبارك يقول فيه إن القضية الفلسطينية ستظل فى عقل مصر وقلوب المصريين، الرحمة يا رب فأنا قلبى لم يعد يحتمل كل هذا الضغط، كما أن عقلى منذ وعيت على الدنيا لم يستطع بعد أن يستوعب كيف يطالبنا الفلسطينيون بالهبة لتحرير الأقصى من دنس اليهود، وهم، أى الفلسطينيين، يقتلون بعضهم بعضا على قارعة الطريق، والآن أصبحت وفود الحركات التى كانت ترفع راية الجهاد من أجل عودة الأرض، تقضى فى ميدان التحرير بالقاهرة أكثر مما تقضيه فى العمل من أجل تحرير أراضيه.

وحتى لا أبدو انهزامياً، كما قال لى صديقى الذى كرهته بعدما قال لى ذلك، فأنا أقترح اثنين من الحلول لمسألة المصالحة، إما أن نفتح مكتبا دائما لأعمال المصالحة بين فتح وحماس فى القاهرة، ونسميه من باب الشياكة "فتاس" بإدماج اسم الحركتين فى بعض، ونجعل له سفيراً دائماً فى فلسطين لزوم البروتوكول، أو نرسل وفداً من الحزب الوطنى يعلم كلا الحركتين كيف تكون المصالحة فى أثقل وقت ممكن وبلا إشراف قضائي!، بل وسيوقع عليها أيضا العديد من شهداء الحركتين كل منهم بشخصه.. أرجوكم أنهوا هذه المهزلة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة