سيدى السلطان
وقفت على بابك أعوام وأعوام
يحيط بى الظلام
يتوه منى الكلام
أخاف نظرة الحرس
أشكو ويجيبنى الخرس
سيدى السلطان
ولدت على بابك عريان
شببت على بابك عريان
كهلت على بابك عريان
سبعون عاما وما أزال عريان
ومن حطام الزمان
نبت طفلى الصغير
قد كان يوما هاهنا
يحبو كأطفال البادية
يعدو لآمال آتية
وتعجب كيف شب رجلا
بتلك الحياة القاسية
وقوت يومه أنين جوع
وقلب تائه خلف الضلوع
قادوه جندك لحروب مريرة
وحروب الحياة دروب كثيرة
بين سفر ورجوع وأحلام كسيرة
لم يعد
قالوا قتل
أيغيب من كان لى بصر البصيرة
أود أن أرى جسد الشهيد
سمحوا لى بأن أراه
أجساد الآلاف هاهنا
ماتت فى معركة الحياة
لم يبق من نبضهم سوى أمل
يئن فى وجه الطغاة
ويقوى بالصراخ من وريد إلى وريد
سيدى السلطان
أود أن يوارنى الثرى بجوار طفلى الوحيد
أطوف الأرض أبحث عنه
من لحد إلى لحد
وقف على بابك كهل قد شرد
ضاق به ظهره من كثرة ما سجد
أجبنى
أين أملى؟
أين طفلى؟
أين الجسد؟ أين الجسد؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة