بالمسرحية الوثائقية "راديو مؤذن"

لوموند تشيد بمؤذنى القاهرة فى مهرجان أفينيون بفرنسا

السبت، 25 يوليو 2009 07:46 م
لوموند تشيد بمؤذنى القاهرة فى مهرجان أفينيون بفرنسا اللوموند تعلن إعجابها بمؤذنى القاهرة
كتبت ديرا موريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أشادت صحيفة "لوموند" بعرض المسرحية الوثائقية "راديو مؤذن" الذى شارك به المخرج المسرحى السويسرى الشاب ستيفان كايجى فى الدورة الثالثة والستين من مهرجان أفينيون المسرحى المقام حاليا فى فرنسا (فى الفترة من 7 إلى 29 يوليو).

حيث قالت الصحيفة إن الجمهور قد ظل مذهولا تماما أمام هذا العرض الرائع وصوت الصلاة الذى غلف قاعة العرض. وقد سبق ولاقى هذا العمل استحسانا من الجمهور الألمانى عندما عرض فى برلين منذ فترة، كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية آنذاك فى إشارة إلى التصفيق الحاد الذى أعقبه.

وترجع قصة هذا العمل إلى انبهار ستيفان عندما سمع فى يوم من الأيام خلال زيارته لإحدى العواصم العربية صوت الآذان ينتقل من مسجد إلى مسجد واعتبرها "أروع تجربة صوتية مر بها فى حياته". وعند عودته، قرأ فى إحدى الصحف أن القاهرة ستقوم بتوحيد الآذان وبثه مركزيا من الإذاعة بعد أن كل مؤذن يقوم بالدعوة للصلاة بصوت متفرد فى كل مسجد على حدا. وهو الأمر الذى أصابه بصدمة، فهذه الفكرة تنطوى من وجهة نظره على صراع بين التقليد والحداثة، ومكانة الإنسان فى عالم أصبح فيه توحيد الأشياء هو القاعدة.

وعندها تساءل كايجى حزينا "ماذا سيكون مصير هذا الطقس الرائع الذى شهده؟". ومن هنا خطرت له فكرة عمل مسرحية وثائقية عن مؤذنى القاهرة. وبالفعل حمل حقائبه وتوجه على الفور إلى القاهرة. وبعد عمل ميدانى شاق، قام ستيفان بدعوة أربعة مؤذنين فى القاهرة ليتحدثوا عن وجودهم وخبرتهم، أى فى المقام الأول حياتهم التى تتميز بمصير مختلف. وقد اختارهم ستيفان من أوضاع اجتماعية مختلفة، فأحدهم مؤذن فى حى شعبى وآخر فى أحد أرقى أحياء القاهرة.

تشير صحيفة "لوموند" إلى طريقة عرض العمل الموحية التى لجأ إليها ستيفان، حيث قام بتغطية أرض المسرح بسجاجيد الصلاة ووضع عدة مقاعد من البلاستيك ثم أربع شاشات عرض على الجوانب تقدم مشاهد تسجيلية عن القاهرة وهؤلاء المؤذنين. ومن ثم يدخل "راديو مؤذن" فى إطار طريقة العمل المتميزة والفريدة والدقيقة لهذا المخرج الشاب.

ويقول الموقع الرسمى للمهرجان إن ستيفان قد وجد من خلال شهادات هؤلاء المؤذنين القيمة الأصيلة للآذان. كما أنه قدم فى هذا العمل جوانب فنية رائعة من خلال التقطيع بين المشاهد التى يتحدث فيها المؤذنون كل على حدا وأخرى يتحدثون فيها فيما بينهم وغيرها من المؤثرات الصوتية والبصرية التى تشكل الإطار الحى لهذا العمل، مثل تلك التى تعكس صوت وسماحة مؤذن أعمى يدعو للصلاة وفى الخلفية صور ملونة من شوارع القاهرة.

وتضيف الصحيفة أنه كما هو الحال دائما فى عروض هذا الفنان السويسرى، حيث يتعرف المشاهد من خلالها على أشياء كثيرة وجديدة، فإن القيمة التى يقدمها عرض "راديو مؤذن" هى تلك المادة الإنسانية، التى تأتى فى هذا سياق يثير فيه الإسلام المخاوف والأوهام فى الغرب. وعلى الرغم من أن ستيفان لا يلغى فكرة أن إيمان هؤلاء الرجال قد ينطوى على شىء من الفكر الظلامى، إلا أن هذا المخرج المؤمن بأن المسرح قد يغير من سياق الواقع يشير إلى حقيقة واقعة: وهى أن فى القاهرة، هذه المدينة الفقيرة، يحتل الصراع من أجل البقاء مكانا كبيرا بصورة لا تترك لأهلها الفرصة للتفكير فى أى شىء آخر.

وتخلص الصحيفة إلى أن نجاح هذا العرض يرجع إلى قدرة ستيفان على رؤية الجمال الذى يخفيه الواقع، والآذان جزء من هذا الجمال.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة