احتفل الكاتب والروائى إبراهيم عبد المجيد بإطلاق وتوقيع روايته "فى كل أسبوع يوم جمعة" الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، بمكتبة بدرخان وحضر الحفل الكاتب والروائى سعيد الكفراوى، والكاتبة والصحفية فريدة الشوباشى، والدكتور هشام عيسى، والكاتب الروائى فؤاد قنديل، والدكتورة عبير سلامة، والسيناريست علاء عزام والكاتب الروائى طارق إمام، والشاعرة اللبنانية تغريد فياض، وعدد كبير من المبدعين الشباب والقراء.
افتتح الحفل الكاتب والروائى فؤاد قنديل بحديثه عن مشوار الكاتب إبراهيم عبد المجيد على مدى ثلاثين عامًا من العمل الروائى وحرصه الشديد على تقديم اللحظات الإنسانية النابعة من وجهة نظره للمواقف الإنسانية المأزومة فى حياتنا كبشر، يشفق علينا فى تجسيد شخوصهم داخل النص الروائى، قائًلا: عندما نتأمل أعماله مثل "قناديل البحر – البلدة الأخرى – طيور العنبر – بيت الياسمين" تجد عالم الواقعية والفانتازيا الذى ينظر من خلاله لشخصيات رواياتهِ عبر الوجه الآخر الإنسانى اللامعقول الغريب، فهو فى نفس الوقت يتحدث عن بشر يعيشون بيننا يتعاطف معهم، كما أنك تجد اللغة البسيطة التى تأخذك لعالمه دون الاستعلاء على القارئ بكتابة اللغة الدسمة، مما له أثر فى رسم صورة حقيقة لمشاعرنا.
تحدث الدكتور هشام عيسى قائلاً: "لا أحد ينام فى الإسكندرية" قرأتها فوجدتها حقائق يقينية، ولكن لم يعاصرها الكاتب إبراهيم عبد المجيد، فسألتهُ عن كيفية كتابتها وما أدهشنى عندما قال: عكفتُ عليها لمدة ست سنوات من البحث والعمل عليها. والأغرب أنه إبراهيم عبد المجيد عندما يكتب عن مكان ما يذهب إليه فيكتب عنهُ جيدًا ولا يكتب عنه وهو على مكتبه.
تحدث الكاتب إبراهيم عبد المجيد للحاضرين قائًلا: لا يمكن لأحد أن يتحدث عن رواية "فى كل أسبوع يوم جمعة" لأنها لم تتجاوز الساعات بين أيديكم. وقال: الرواية تتحدث عن العالم الافتراضى وهو عالم الإنترنت، بما يحمله من مقومات تجعله أفضل نسبيًا من الواقع الذى نعيشه، ولقد كانت محاولة لاختبار لغة الأرض هل تنتقل إلى العالم الافتراضى؟ فالرواية تنقسم لشقين، فهى تحكى عن موقع على الإنترنت تشترط صاحبتهُ قبول الأعضاء الجدد يوم الجمعة فقط، وتحكى عن رأى الموقع فيما يدور بينهم وشخصيات الرواية لا يعلمون بهذا، ودائمًا ما ترهقنى شخصيات رواياتى، لغة الرواية اختلفت كثيرًا عن اللغة فى النصوص السابقة، فلا يجوز أن أنقل لغة الشات باللغة العربية الفصحى، وهذه أول مرة أقوم بعمل حوار باللغة العامية.
وترك الكاتب والروائى فؤاد قنديل باب المداخلات مفتوحًا ليجيب على التساؤلات الكاتب إبراهيم عبد المجيد
تحدث الروائى طارق إمام قائلاً: قراءة الواقع والواقع الافتراضى كيف كنت ترى ذلك من خلال روايتك؟
فقال الكاتب: إن العالم الافتراضى أكثر سلامًا من الواقع المتعايش، فبالرغم من أنه ملىء بالأكاذيب إلا أنه أسلم، لأنك إذا تضايقت يمكنك الخروج فورًا، إن الأكاذيب مرغوبة فى الفن، كما أن للعالم الافتراضى تأثيرا كبيرا فى الحركة الاقتصادية، مراكز البريد قل تداولها الآن نستخدم البريد الإلكترونى بكل بساطة وسرعة أيضًا، علاقة واقعنا بالواقع الافتراضى كانت محاولة شاقة جدًا، الواقع الافتراضى ملىء بالأحداث اليومية واللحظية فرأيت أن أكتبهُ.
وتحدثت الشاعرة اللبنانية تغريد فياض قائلةً: الاستيقاظ من العالم الافتراضى الخيالى على الواقع مؤلم جدًا كيف ذلك؟
استخدام لغة الخيال تتأصل بالواقع كثيرًا، وكما أشرت فى البدء أنها كانت محاولة للابتعاد عن الأرض، عن إيجاد لغة للعالم الافتراضى بما يحمله، فأنت فى الواقع ليس من اليسر أن تخرجى من مناقشة أو حوار مع شخص ما، لكن فى هذا العالم بكل بساطة يمكنك الخروج من على الإنترنت.
وكان للحاضرين تساؤلاتهم والتى أجاب عنها الكاتب إبراهيم عبد المجيد
هل يفقد الكاتب السيطرة على أبطاله؟
فى ظهور الأدب كان الكاتب لا يفقد سيطرتهُ على أبطاله، وغالباً ما كانت النهاية أمامهُ قبل أن يكتب النص نفسهُ، أما عن نفسى شخصيًا فأعانى من شخصيات رواياتى، فكثيرًا ما تتمرد وكثيرًا ما تتسبب فى ألم نفسى ومعاناة فكرية، فأنا لا أرسم الحدث فى الرواية ولكنهُ صنع نفسه ليفتح آفاقا غير محدودة إطلاقًا.
"لا أحد ينام فى الإسكندرية" استغرقت ست سنوات، هل انشغلت بعمل آخر أثناء كتابتها؟
فى الحقيقة انقطعت فترة لمدة عام واحد والتى كتبتُ فيها (قناديل البحر) كانت مرثية لأحلامنا، وفى الوقت نفسهُ كنت أجمع المواد واستعرض الدراسات التاريخية والسياسية، لأجمع مادة وثائقية عن "لا أحد ينام فى الإسكندرية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة