نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مساء أمس تفاصيل الزيارة التى قام بها كل من رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتانياهو" ورئيس الدولة "شيمون بيريز" لمنزل السفير المصرى "ياسر رضا" بمدينة هرتسليا بتل أبيب، للاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو.
وقالت الصحيفة إنه عقب وصول نتانياهو وبيريز وتقطيع "التورتة" التى رسم عليها علم مصر، تجاذبا أطراف الحديث عن السلام مع السفير المصرى. وأشارت الصحيفة إلى أن نتانياهو أشاد بمبادرة السلام العربية التى اقترحها العاهل السعودى فى عام 2002، معتبراً أنها عززت السلام الشامل. كما أثنى على دور الرئيس مبارك فى منع العناصر المتطرفة – على حسب قوله- من تخريب عملية السلام بين كل من مصر وإسرائيل، والحفاظ على السلام فى الشرق الأوسط.
وقال نتانياهو إنه يأمل فى الأشهر والسنوات القادمة فى تحقيق السلام مع الفلسطينيين وتوسيع نطاق هذا الى رؤية أوسع للسلام فى المنطقة.
كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد ذكرت صباح أمس قبل زيارة نتانياهو للسفير المصرى، بأن هذه الخطوة تعد سابقة فى التقارب وبناء روابط الصداقة بين إسرائيل ومصر، حيث كان يحضر المناسبة كل عام رئيس الدولة أو رئيس وزراء سابق، بينما اقترحت مصادر سياسية مقربة من نتانياهو ذهابه وإحياء ذكرى ثورة يوليو لإيجاد محور سياسى جديد مع الرئيس حسنى مبارك.
وزعمت "معاريف"، الصحيفة العبرية المحسوبة على الموساد الإسرائيلى، أن نتانياهو استطاع خلال زيارته الأخيرة لمصر أن يبنى الثقة من جديد مع القيادة المصرية، وأنه يسعى من خلال هذه العلاقات المتينة أن يمضى بخطوات سياسية مع مصر بالتوازى مع الخطة الأمريكية، وهذه القناة الجديدة ستنقل من جديد المبادرة إلى أيدى إسرائيل وتمنع وقوع إسرائيل فى أزمات محرجة كانت ستقع فيها. ونوهت الصحف العبرية إلى أن زيارة نتانياهو لبيت السفير المصرى والمشاركة فى "العيد الوطنى لمصر" تأتى كخطوة أولى فى هذا المسار.
وأشارت يديعوت إلى أن حديث نتانياهو عن السلام أثناء الحفل يأتى قبل أيام من زيارة مبعوث الرئيس الأمريكى للسلام "جورج ميتشل"، مضيفة أنه من المتوقع إجراء محادثات جديدة للسلام فى المنطقة بعد تلك الزيارة.
ثم قال نتانياهو فى حديثه مع السفير المصرى إن الدول لا يزال أمامها طريق طويل قبل التوصل إلى "سلام حار جدا"، على حسب تعبيره.
ونقلت الصحيفة تصريحات بيريز الذى حضر مراسم الحفل أيضا، والذى أثنى على الرئيس مبارك، واصفا إياه بأنه قوة كبيرة فى المنطقة وقائد عظيم ضمن استمرار عملية السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط. وقال إن الإسرائيليين لن ينسوا أبدا عملية القتل البشعة للرئيس المصرى محمد أنور السادات الذى كان رائدا فى البحث عن السلام.
وأضاف بيريز أن هناك فرصة حقيقية للسلام مع الفلسطينيين والعالم العربى بأسره، وأن وجود الرئيس المصرى حسنى مبارك سيمكن من تأدية هذه العملية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوزير الإسرائيلى "بنى بيجين" ابن رئيس الوزراء الأسبق مناحم بيجين، الذى وقع اتفاق السلام مع مصر فى عام 1979، كان من ضمن المدعوين إلى الحفل، وكذلك عدد كبير من الوزراء وأعضاء الكنيست بمن فيهم زعيمة المعارضة "تسيبى ليفنى"، رئيسة حزب "كاديما".
وزعمت الصحيفة أن نشاط قوات البحرية الإسرائيلية الذى زاد مؤخرا فى البحر الأحمر ومنطقة قناة السويس، كان بالتعاون مع السلطات المصرية التى تشرف على القناة، مضيفة أن هذا الطريق البحرى قصر المسافات والوقت الذى يستغرقه السفر من خلال أفريقيا.
ثم نقلت الصحيفة تعقيب "نبيل أبو ردينة" مساعد الرئيس الفلسطينى محمود عباس على تصريحات نتانياهو فى منزل السفير المصرى، قائلا إن الفلسطينيين على استعداد "فورا" لاستئناف المحادثات بشأن حل الدولتين على أساس الانسحاب الإسرائيلى من الأراضى التى احتلتها عام 1967 بما فيها القدس الشرقية.. قائلا "إذا استمعت إسرائيل إلى هذه الشروط بما فى ذلك وقف بناء المستوطنات فسيكون طريق السلام مفتوحا.
وهنا أشارت الصحيفة إلى أن نتانياهو زعيم اليمين الإسرائيلى الذى تولى السلطة فى مارس الماضى، يرفض حتى الآن المطالب الأمريكية والأوروبية لوقف البناء الاستيطانى فى الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية. وأضافت يديعوت أن مصر هى أول دولة عربية وقعت على معاهدة سلام مع إسرائيل فى عام 1979 ، وتبعتها فى عام 1994 الأردن.
نتانياهو يشيد بـ"المبادرة العربية" وشجاعة مبارك.. فى منزل السفير المصرى بتل أبيب
الجمعة، 24 يوليو 2009 03:00 م
جانب من تقرير يديعوت أحرونوت
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة