ما بين عنصرية فايدنر وغرائبية الغيطانى.. ماذا تفعل المراكز البحثية والأجنبية فى بلد مفتوح على مصراعيه؟!

الجمعة، 24 يوليو 2009 12:48 ص
ما بين عنصرية فايدنر وغرائبية الغيطانى.. ماذا تفعل المراكز البحثية والأجنبية فى بلد مفتوح على مصراعيه؟! الغيطانى، شتيفان فايدنر وصبحى حديدى
كتب سيد رزق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التراشق الحاد الذى جرى بين الكاتب والأديب جمال الغيطانى والمستعرب والمترجم الألمانى شتيفان فايدنر، يثير علامات استفهام عن المغزى والتوقيت، فالغيطانى محق فى اعتذاره عن المشاركة فى مهرجان ثقافى قيل أنه سيعقد فى ألمانيا خلال شهر أكتوبر المقبل احتجاجا "على عدم وضوح موقف الحكومة الألمانية من مقتل الشهيدة مروة الشربينى داخل قاعة محكمة ألمانية مؤخرا، أما اتهاماته لمجلة "فكر وفن" التى يترأسها شتيفان فايدنر بالعنصرية فى العدد 835 بصحيفة "أخبار الأدب"، فهو اتهام متأخر جدا.. لماذا الآن؟ والمجلة المذكورة تصدر منذ أكثر من 50 عاما، ويديرها فايدنر منذ سنوات.

"الغرائب الغيطانية" عنوان فايدنر ردا على الغيطانى يصفه فيه بالتجرأ على مجلته "فكر وفن" كمثال على العنصرية ومعاداة الإسلام فى المجال الثقافى، ولكن كيف؟ يقول فايدنر: "لا أحد يعرف سوى الغيطانى ودون أن يكلف نفسه عناء تقديم ولو دليل واحد على هذه الدعاوى الرخيصة، وكأن التطاول على الناس واتهامهم بالعنصرية سيمر هكذا دون مساءلة؟".

ولم يتوقف فايدنر عند هذا الحد، ولكنه اعتبر موقف الغيطانى نابعا من حقده عليه لإعجابه بكتابات علاء الأسوانى، محاولا الوقيعة بين الاثنين على طريقة "صاحب مهنتك عدوك" وقال: "كل ما كتبته وأثار حفيظة الغيطانى وجعله يفقد صوابه هو أننى أبديت إعجابى بأعمال علاء الأسوانى وكتبت عنها"، وينتظر فايدنر ردا من الغيطانى وأقل ما طالب به فى مقال نشره على الإنترنت هو "اعتذار خطى منه شخصيا على هذه الإساءات".

والحقيقة أن مجلة فكر وفن سبق وأن واجهت اتهامات كثيرة بالعنصرية، وإذا كان فايدنر يريد دليلا واحد على تلك الاتهامات نحيله إلى العدد 77 على سبيل المثال، حيث يتعرّض العرب والثقافة الإسلامية لإهانات مباشرة مدهشة، بها قدر من التحقير الثقافى لا يمكن فهمه من باب سوء التقدير أو الخطأ غير المقصود، ويفسره الناقد السورى صبحى حديدى فى مقال له بأنه صادر عن نيّة استشراقية معادية، بل كارهة أيضاً.

فى العدد 77 وعلى الصفحة 37، صورة فوتوغرافية لتمثال الحرّية الأمريكى الشهير وقد تقنع تماما بالبرقع الأفغانى، فى حين أن عبارة "بسم الله الرحمن الرحيم" هى التى تظهر على اللوح الذى تحمله سيدة الحرية فى يدها اليسرى! اسم هذا العمل هو “الحرية الجديدة، 2006″، وأصحابه يقولون إنهم ليسوا ضد الإسلام (!)، ولكن ما الذى يريدون قوله بالضبط: هل سينتصر البرقع الأفغانى والبسملة على أمريكا فى العام 2006؟ أم أن الحرية ذاتها، كمفهوم إنسانى، هى التى سيهزمها البرقع والبسملة فى العام 2006؟

"فكر وفن" اختارت أن تترجم فصلا من رواية الكاتبة الإسرائيلية العراقية الأصل منى يحيى “حين استولت الخنافس الرمادية على بغداد” على سبيل تسليط الأضواء على الأدب العراقى الحديث، بمناسبة الحرب! ولم يجد التحرير أى نص أدبى عراقى آخر، لآلاف أدباء فى الداخل والخارج سوى نص منى يحيي؟ وهى ليست “كاتبة عراقية يهودية الأصل” فقط، ، بل هى روائية إسرائيلية الجنسية، درست فى إسرائيل وخدمت فى مؤسسة عسكرية إسرائيلية؟

الأخطر والأكثر بذاءة فى الواقع، هى مادة لكاتب إيرانى اسمه “سعيد”، وعنوانها “منمنمات قاهرية: يوميات كاتب إيرانى فى مصر”. وهذا النص السطحى، الركيك، الخبيث عن سابق قصد، الخالى من أية قيمة أدبية أو فكرية، يكشف عن مقدار هائل من الكره للمصريين وللمسلمين، الأمر الذى يحمل تحرير "فكر وفن" مسئولية قانونية مباشرة جراء السماح بنشر نص ذى روح عنصرية فاضحة فى مجلة تزعم تشجيع الحوار بين الثقافات.

ويسأل حديدى شتيفان فايدنر، رئيس تحرير فكر وفن الذى يزعم حب الأدب العربى، أى فكر وأى فن فى أن تقارن بين البندقية الآلية والقرآن؟ أو أن تقول إن المصرى يصلى لإله بلاستيكى؟ أو أن رب المصريين ليس له بيت؟ أهكذا يتم تشجيع الحوار بين الثقافات؟ وبمعنى المسئولية القانونية فى نظام ديمقراطى مثل ألمانيا، أليس من حق المنظمات المعنية بشئون الجاليات العربية والمسلمة والمهاجرين عموما، أن تقتاد سعيد الإيرانى ورئيس تحرير “فكر وفن” ومعهد غوتة، بالتكافل والتضامن، إلى القضاء بتهمة إثارة الفتنة الدينية والتحريض العنصرى.

وما بين عنصرية فايدنر وغرائيبية الغيطانى، يطرح السؤال نفسه لماذا صمت الغيطانى طويلا عن تلك المجلة ولماذا الاتهام الآن؟ والسؤال الأهم يظل مفتوحا حول دور المراكز البحثية والأجنبية، والاستشراقية، فى بلد مفتوح على مصراعيه، تكتشف فيه الكوارث بالصدفة، أو لأسباب لا نعرفها.

لمعلوماتك..
" فكر وفن" مجلة ثقافية نصف سنوية، تصدر عن معهد غوتة إنترناتسيونيس الألمانى منذ عام 1963 بتمويل حكومى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة