هبة الله سعد الناغى تكتب: "وإذا الموءودة سئلت.."

الخميس، 23 يوليو 2009 10:36 ص
هبة الله سعد الناغى تكتب: "وإذا الموءودة سئلت.."

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
زادت فى الفترة الأخيرة حوادث القتل، سواء ابن يقتل أحد والديه أو كليهما أو زوجة تقتل زوجها، أخ يقتل أخاه، كل هذه الحوادث بشعة بالتأكيد، ولكنها تحدث منذ بدء الخليقة، ولكن أن تقتل الأم فلذة كبدها هذا بالتأكيد هو الجديد على مجتمعنا.

فنحن نسمع الآن عن الأم التى وضعت وليدها فى سلة المهملات انتقاماً من زوجها ولولا رؤية الأهالى للطفل وإرساله إلى ملجأ لكان هذا الطفل البرىء عرضة لنهش الكلاب لجسده الضئيل.

ونسمع عن الأم التى خنقت طفلتها بعد أن وضعتها بعد الزواج بشهرين وبسبب معايرة أهل زوجها لها قامت بجريمتها ومن السخرية أن اسم الطفلة "رحمة"، والتى لم تجد فى قلب أمها أى رحمة أو شفقة، كيف فعلتها وهى تنظر لهذا الوجه البرىء والعينين التى تفارقها الروح وهى تتساءل "لما تفعل بى هذا؟".

والأم التى وضعت طفلها فى كيس بلاستيكى بجوار المستشفى التى أنجبته فيه وبمساعدة والدتها واثنين أحدهما زوجها، لأنها وضعته بعد زواجها بشهر وخوفاً من كلام الناس، كيف طاوعها قلبها على ترك وليدها ذى اليوم الواحد يصارع الموت مختنقاً، ألم تفكر فى لحظة فى معاناة هذا الصغير وعدم قدرته على استنجاد المساعدة أو طلب الرحمة.

والأم التى خنقت طفلها بعد ولادته بـ 28 يوماً من الزواج ورغم أنها تزوجت والده إلا أنها قتلته للهروب من معايرة الجيران لها، وأخبرت الزوج أنه مات موتاً طبيعياً، ولكنها عندما اعترفت له بعدها بـ 10 أيام أبلغ عنها.

كل هذه الحوادث ربما اشتركت معظمها فى عوامل عدة أولها الخوف من كلام ومعايرة الناس، ألم يخافوا الناس عندما قاموا بفعل الرذيلة وهل كلام الناس عندهم أشد من قتل نفس بريئة صغيرة لم ترتكب أى ذنب بعد فى حياتها الصغيرة.

والعامل الثانى هو أنهم جميعاً لجأوا إلى القتل لم يتركوهم أمام أى ملجأ ويتركونهم ليعيشوا.

فى الدول الغربية عندما تحمل المرأة بطفل لا ترغب به فإنها ترسله لأحد مراكز التبنى، فإذا لم ترده معها فعلى الأقل تعطيه الحق ليعش حياته الخاصة مع أهل يريدونه.

لقد انتفت المشاعر الإنسانية من قلوب بعض الأمهات وأصبحت قلوبهن مريضة لم ترقَ حتى لقلوب الحيوانات، حتى القطة عندما تقتل أولادها، فهى تقتلهم خوفاً عليهم من الجوع وليس عن انتقام، ولربما لو استطعنا لوجدنا قلبها يعتصره الألم والحسرة على وليدها.

أرجو من الجهات المعينة أن تقوم بعمل الأبحاث الاجتماعية اللازمة لتبحث عن أسباب هذا المرض الذى تفشى فى مجتمعنا فهو أخطر من أى وباء أو مرض آخر.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة