50 عاما هى عمر مصطفى أبوعبلة العامل فى الإدارة التعليمية بسمنود، و10 سنوات هى عمر الغسيل الكلوى الذى يجريه أبناؤه الثلاثة محمد26 سنة، وأحمد 22 سنة، ومصطفى 19 سنة.
من شارع النادى الرياضى فى قرية الناصرية بسمنود يتحامل مصطفى ومحمد وأحمد على بعضهم البعض يستقلون «ميكروباص» يوما بعد يوم إلى المستشفى الذى يبعد عن البيت بكيلو متر ليقوموا بإجراء عملية الغسيل الكلوى، يخرجون فى الخامسة مساء ويعودون فى العاشرة أو بعدها بقليل. يقول مصطفى: «أصبت بالفشل الكلوى وأنا عمرى 19 سنة، يعنى من 9 سنين ومن يومها وأنا بغسل، وبعدى بسنة أصيب أخى محمد وكان فى الصف الأول الإعدادى، وبعده بسنة لحق بنا أحمد وكان فى الدبلوم، وهكذا منذ سنوات ونحن نعانى، نحتاج إلى حقنة كل أسبوع ثمنها 250 جنيها، وكل راتب الوالد 200 جنيه شهريا، وبالتالى فنحن لا نأخذها منذ شهور طويلة، وتواجهنى وأخى أحمد مشكلة أخرى وهى أن فصيلة دمنا A سالب وهى غير موجودة بالمستشفى.
السنوات العشر التى يغسل فيها الأبناء مصطفى ومحمد وأحمد أضيفت إلى عمر الأب ولم تخصم منه، يقول: «كل يوم أرى أولادى يموتون أمامى وما باليد حيلة، حل مشكلتهم هو زراعة كلى، وإحنا ناس على باب الله حتى الحقنة مبنقدرش نشتريها، كان نفسى أستريح لأن بقى عندى رجالة، ولكن مين يشغلهم، ومين يكفلهم وهُمه بحالتهم الصحية الضعيفة دى؟!
ويضيف مصطفى: «ممكن يعدى علينا اليوم مناكلش غير شقتين فول، وتقدمنا فى وظايف كتير ولكن قالوا لنا اللى عنده المرض ده ملوش توظيف، كان نفسى أفرح أبويا وأمى بخلفتهم بس أعمل إيه».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة