مؤشرات عديدة تؤكد اندلاع براكين الغضب عطشا فى بر مصر هذا الصيف، بعدما قررت الحكومة تخفيض موازنة قطاع مياه الشرب، وتراكم تلك الأزمة منذ سنوات دون مشاريع للإنقاذ، سوى الوعود، وبعض أنصاف الحلول التى لم تقدم شيئاً.
الحكومة رأت أن تقليص موازنة مياه الشرب والصرف الصحى 2009/2010 إلى5.9 مليار جنيه، متراجعة عن موازنة العام الماضى 2008/2009 بحوالى 10 مليارات، لن يؤثر فى شىء.
مصطفى القاياتى، وكيل لجنة الإسكان بمجلس الشعب، قال أكثر من مرة، إن محطات المياه وشبكة الصرف الصحى فى مصر فى حالة يرثى لها، وإنه طلب 20 مليار جنيه لحل مشكلتها مع التداعيات المترتبة عليها، ولكن ما تم اعتماده فى الميزانية لم يتجاوز مليارى جنيه فقط، الأمر الذى قيد حركة الوزارة إلى حد كبير، وأعجزها عن تقديم حل جذرى للمشكلة.
الأزمة التى تعصف بأكثر من 42 قرية مصرية شمالاً وجنوباً، تسببت من قبل فى غضب تجاوز الحدود بمحافظة كفر الشيخ، التى قطع الناس فيها الطريق الدولى الساحلى.
حاول اللواء محمد فؤاد، رئيس شركات المياه بكفر الشيخ، التقليل منها قائلاً: «طالما أن أمن الدولة بطّل يتصل بى يبقى مافيش أزمة مياه شرب»، مضيفاً أن هناك بعض المشروعات سيتم افتتاحها عندما يأتى رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف لكفر الشيخ لرئاسة مجلس المحافظين، الذى سيتم عقده فى فترة قريبة قادمة لم يحدد موعدها بعد.
وقال الدكتور عبدالقوى خليفة، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب: طبيعى جدا أن تكون هناك أزمات فى المياه، مضيفا :« حتى الآن تمكنا من حل الأزمة بنسبة 99 % من ضمن الخطة العاجلة، التى نفذناها لتحسين خدمة مياه الشرب «اللى قدرنا نسكت بيها الناس»، وبعدين مفيش مكان فى مصر مافيهوش ماسورة مياه، بمعنى إننا مش بنعانى من نقص الخدمة لكن بنحاول تحسينها».
وأوضح أن المشاكل الموجودة حاليا نتيجة كسور أو أعطال طارئة، وهذا وارد خاصة مع 100 ألف كلم أطوال الشبكات على مستوى الجمهورية ومشكلتى الحقيقية ليست «فى الوادى والدلتا، وإنما فى المحافظات الحدودية، لأنها تتطلب نقل المياه من النيل، لكى تصل إلى الغردقة أو كفر الشيخ مثلا»ً.
خليفة أكد أن العمل مستمر رغم التباطؤ بسبب الاعتمادات المالية، والفلوس تأتى من الحكومة والحكومة قلصت الموازنة وأصبحنا أمام خيار وحيد هو رفع تعريفة الخدمة،والناس عاطفية فى شكواها وهناك رقم 125، مخصص للشكاوى فى جميع المحافظات يتصلوا بينا.
ولكن يبدو أن 125 لم يتحمل ضغط الشكاوى الواردة إليه، ففى محافظة الشرقية مازالت الجراكن هى العنوان فى مراكز «أولاد صقر والحسينية وصان الحجر» بسبب انقطاع المياه المستمر. وفى محافظة الغربية لم يكن الحال أفضل من سابقه، فالمعاناة واحدة وإن اختلفت التفاصيل، والأخطر هو التلوث، فالمتاح من المياه ملوث. وتصدر مركز كفرالزيات القائمة من حيث العينات غير المطابقة بنسبة 36 %، وبسيون 21 %، وزفتى 17.9 %، والسنطة 17.8 %، وطنطا 14 % والمحلة 12 %، وقطور 11 % وسمنود 9.9 %.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة